للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أنه تذكر أن الميتة كانت هى المطلقة اذ البيان فى الجهالة الطارئة اظهار وتعيين لمن وقع عليها الطلاق بلا خلاف فلا تكون حياتها شرطا لجواز بيان الطلاق فيها، واذا تعينت هى للطلاق تعينت الباقيات للنكاح فلا يمنع من وطئهن بخلاف الجهالة الأصلية اذا ماتت واحدة منهن انها لا تتعين للطلاق لأن الطلاق هناك يقع عند وجود الشرط‍ وهو البيان مقصورا عليه والمحل ليس بقابل لوقوع الطلاق وقت البيان (١).

وأما الذى يتعلق به بعد موت الزوج فاحكامه ثلاثة حكم المهر وحكم الميراث وحكم العدة وتلك الأحكام هنا لا تختلف عنها اذا كان الطلاق مضافا الى مجهولة جهاله أصلية (٢).

[مذهب المالكية]

جاء فى مواهب الجليل نقلا عن المدونة:

ان من قال احدى نسائى أو امرأة من نسائى طالق، فان نوى واحدة طلقت التى نوى خاصة وصدق فى القضاء والفتيا، فان لم ينوها أو نواها ونسيها طلقن كلهن من غير استئناف طلاق فان جحد فشهد عليه كان كمن لا نية له.

وقال اللخمى: اختلف فى يمينه وأرى ان لم تكن عليه بينة لم يحلف على كل حال وان كانت عليه بينة، فان قال أردت فلانة وكان كلامه نسقا صدق بغير يمين، وان لم يكن نسقا وكانت منازعته معها صدق بلا يمين وان لم تكن ثم منازعة فان عين الحسناء أو التى يعلم أنه يميل اليها لم يحلف وان عين الأخرى حلف. وكذا لو قال امرأته طالق وله امرأتان قاله ابن الحاجب ونقله فى الشامل.

وقال ابن رشد فى نوازله: اذا قال الرجل نسائى طوالق وله أربع نسوة ثم أتى مستفتيا، وقال: أردت فلانة وفلانة وفلانة صدق ولم يلزمه طلاق الرابعة التى قال انه لم يردها بقوله، ولو قال جميع نسائى طوالق لم ينو أنه أراد بعضهن لنصه على جميعهن الا أن يقول قد استثنيت فقلت الا فلانة أو نويت الا فلانة فيصدق اذا أتى مستفتيا على الخلاف فى الاستثناء بالا دون تحريك اللسان أن كان قال نويت الا فلانة (٣).

[مذهب الشافعية]

جاء فى مغنى المحتاج أن الزوج لو قال لامرأته أنا منك طالق ونوى ايقاع الطلاق عليها طلقت لأن عليه حجرا من جهتها حيث لا ينكح معها أختها ولا أربعا ويلزمه صونها ومؤنتها فيصح اضافة


(١) بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع للكاسانى ج ٣ ص ٢٢٨، ص ٢٢٩ الطبعة السابقة.
(٢) المرجع السابق ج ٣ ص ٢٢٩ نفس الطبعة.
(٣) مواهب الجليل لشرح مختصر خليل لأبى عبد الله محمد بن محمد المعروف بالحطاب ج ٤ ص ٨٧، ص ٨٨ فى كتاب على هامشه التاج والاكليل لأبى عبد الله محمد بن يوسف بن أبى القاسم الشهير بالمواق الطبعة الأولى سنة ١٣٢٩ هـ‍.