للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقام فى المسجد، وللخوف من لص أو حريق.

ويجوز له الطيب والتزين وقص الشارب وتسريح الشعر ولبس الثياب الحسنة، لعدم ورود ترك ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا الأمر به.

ويجوز له التزوج والتزويج والنوم والاضطجاع والاستلقاء ومد رجليه. وأن يخيط‍ فى المسجد، وأن يقرأ القرآن ويقرئه غيره، وأن يتعلم العلم ويعلمه فى اعتكاف التطوع.

ويجوز له أن يخرج لصلاة الجنازة وعيادة المريض.

كذلك يجوز للمعتكف أن يخرج للجمعة اذا اعتكف فى غير الجامع وحضرت الجمعة وهو من أهل وجوبها مع تقصيره حيث لم يعتكف فى الجامع.

ويجوز أن يلبس ما يلبسه فى غير الاعتكاف لأن النبى صلّى الله عليه وسلّم اعتكف ولم ينقل أنه غير شيئا من ملابسه.

ويجوز أن يبيع ويبتاع لكنه لا يكثر منه لأن المسجد ينزه عن أن يتخذ موضعا للبيع والشراء.

[مذهب الحنابلة]

وذهب الحنابلة (١): الى أنه يجوز للمعتكف أن يخرج للحاجة، وليأت بمأكول ومشروب يحتاج اليه ان لم يكن له من يأتيه به.

ويخرج للجمعة ان وجبت عليه أو شرط‍ الخروج لها. وله التبكير اليها واطالة المقام بعدها.

ويجوز له الخروج أن تعين عليه، كخروجه لاطفاء حريق وانقاذ غريق ونحوه، ولنفير متعين ان احتيج اليه، ولشهادة تعين عليه أداؤها، ولخوف من فتنة على نفسه، ولمرض يتعذر معه المقام فى المسجد واكراه السلطان له وله البيع والشراء فى طريقه اذا خرج لحاجته ما لم يقف.

وله اذا خرج لما لا بد له منه الدخول الى مسجد آخر يتم اعتكافه فيه ان كان أقرب الى مكان حاجته من المسجد الأول.

ويجوز أن تزوره زوجته وتتحدث معه وتصلح رأسه ما لم يتلذذ بشئ وله أن يتحدث مع من يأتيه الا أن يكثر، لان صفية رضى الله عنها زارت النبى صلّى الله عليه وسلّم فى المسجد فتحدثت معه، وله أن يأمر بما يريد بحيث لا يشغله.

ويجوز أن يصلح بين القوم ويعود المريض ويصلى على الجنائز ويهنئ ويعزى ويؤذن ويقيم كل ذلك فى المسجد، لأنه لا ينافيه.

وله أن يأكل فى المسجد ويضع سفرة فيه.

وله أن يتزوج فى المسجد ويشهد النكاح لنفسه ولغيره.


(١) كشاف القناع ج ١ ص ٥٣٦ الى ٥٣٩ ..