للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولو سئل الفقهاء الذين قالوا السفه الموجب للحجر تبذير المال فى اللذات والشهوات - لو سئلوا عن ملازم الدخان لما توقفوا فى وجوب الحجر عليه.

ثم انظر الى ما ترتب على اضاعة الأموال فيه من التضييق على الفقراء والمساكين وحرمانهم من الصدقة عليهم بشئ مما أفسده الدخان على المترفهين به ومنع هذه الأموال من الاستعانة بها على مصالح المسلمين وسد خلة المحتاجين.

وهذا من أسباب التحريم .. من شرب الدخان (١).

[مذهب الشافعية]

وقد الحق فقهاء الشافعية (٢) الدخان بالبنج والحشيشة ونحوهما من كل ما فيه تكدير وتغطية للعقل حيث قالوا: ومن ذلك الدخان المشهور .. لأنه يفتح مجارى البدن. ويهيئها لقبول المواد الضارة، ولذلك ينشأ عنه الترهل ونحوه، وهو يؤدى الى ضعف البصر كما هو مشاهد محسوس، وربما أدى الى العمى. وقد أخبر من يوثق به أنه يحصل منه دوران الرأس أيضا ولا يخفى أن هذا أعظم ضررا مما يوجب القول بتحريمه.

[مذهب الحنابلة]

جاء فى مطالب أولى النهى: ويتجه حل شرب الدخان، والأولى لكل ذى مروءة تركه، لما فيه من الاشتغال عن أداء العبادة على الوجه الأكمل فى بعض الأحيان وعن تحصيل الكمالات. اذ من اعتاده قد يعجز عن تحصيله فى بعض الأيام أو يكون فى مجلس لا ينبغى استعماله فيه، أو يستحى ممن حضر فيتشوش خاطره لفقده، وقد يلحن بحجته فيفوته بعض مطالبه اللازمة له ..

وقد كثر فى حكم شرب الدخان القيل والقال، وألفت فيه الرسائل القصار والطوال، وصار الناس فيه على أربعة أقسام.

قسم ساكنون عن البحث عنه.

وقسم قائلون باباحته.

وقسم قائلون بكراهته.

وقسم آخر متعصبون لحرمته ممن ينتسبون الى العلم والصلاح.

ولم يسلم لهم ذلك، وانما كل عالم محقق له اطلاع على أصول الدين وفروعه


(١) فتاوى الشيخ عليش ج‍ ١ ص ١١٨ - ١٢٣.
(٢) قليوبى وعميرة على شرح العلامة جلال الدين المحلى على منهاج الطالبين للشيخ محيى الدين النووى ج ١ ص ٦٩ طبع مطبعة دار احياء الكتب العربية والشربينى على شرح البهجة ج ١ ص ٣٩ طبع المطبعة الميمنية بمصر.