عليه وسلم الأعرابى الذى كان على يمينه قبل أبى بكر الذى كان جالسا على يساره، وورد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال صلّى الله عليه وسلّم للغلام: أتأذن لى أن أعطى هؤلاء فقال:
لا والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبى منك أحدا قال: فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يده - يعنى أعطاه وليس لمن على اليمين أن يؤثر غيره بل ان لم يشرب سقط حقه فان كانوا جالسين أمام الشارب فيبدأ بأكابرهم.
ويكره النفخ فى الطعام لما فيه من اهانة الطعام بما يخرج من الريق وعليه يكره ولو أكل وحده سواء كان فى يده أو فى الاناء وخصه بعض بالطعام الذى فى الاناء.
وقيل: العلة أذية الآكل معه وعليه فلا يكره لمن كان وحده.
وكما يكره النفخ فى الطعام يكره النفخ فى الشراب لما ورد من النهى عن ذلك فيهما عن النبى صلّى الله عليه وسلم.
ويكره التنفس فى الاناء حال الشرب فقد يكون نفسه كريها فيغير الاناء حتى يصير ذا رائحة كريهة يعرفها حتى النساء ويتكلمون بقبح فى الشارب كما قرره شيخنا الأمير.
ويكره أن يتناول المأكول والمشروب باليد اليسرى حيث أمكن أن يتناوله باليمنى.
ويكره أن يتكئ حال الأكل على جنبه فقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الرجل يأكل وهو واضع يده على الأرض فقال: انى لا أبتغيه ولا أكره وما سمعت فيه شيئا والسنة الأكل جالسا على الأرض على هيئة مطمئن عليها.
ولا يأكل مضطجعا على بطنه ولا متكئا على ظهره لما فيه من البعد عن التواضع ووقت الأكل وقت تواضع وشكر لله على نعمه، وكذا يكره الافتراش - وهو التربع - بل المطلوب أن يجلس كجلوس النبى صلّى الله عليه وسلّم وذلك بأن يقيم ركبته اليمنى أو مع اليسرى أو يجلس كالصلاة، وجثا صلى الله عليه وسلم مرة على ركبته حين أهديت له شاة فقيل له: ما هذه الجلسة؟ فقال: النبى صلّى الله عليه وسلّم:
ان الله جعلنى عبدا كريما ولم يجعلنى جبارا عنيدا، وقال انما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد لأن السيادة والعظمة انما تكون لله تعالى.
ويكره أن يأكل من رأس الثريد (١) لأن البركة تنزل على وسطه، وفى رواية اذا أكل أحدكم طعاما من أعلى الصحفة -
(١) الثريد ما يفت من الخبز يبل بالمرق.