للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه ترك واجب فيحرم، أو يترتب عليه ترك مستحب فيكره وان لم يترتب عليه شئ فيباح، قال فى الرسالة ومن أدب الأكل أن تجعل بطنك ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس وذلك لاعتدال الجسد وخفته لأنه يترتب على الشبع ثقل البدن، وهو يورث الكسل عن العبادة ولأنه اذا أكثر من الأكل لما بقى للنفس موضع الا على وجه يضر به ولما ورد: المعدة بيت الداء والحمية (١) رأس الدواء أى وأصل كل داء البردة (٢).

ويندب لك أن تأكل مما يليك ان أكلت مع غيرك من غير ولد وزوجة ورفيق الا فى نحو فاكهة مما هو أنواع اذ لا يطالب بالأدب معهم وهم يطالبون به وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن أم سلمة زوج النبى صلّى الله عليه وسلّم حين أكل معه من نواحى الصفحة بقوله صلّى الله عليه وسلّم له: كل مما يليك فيكره أن يأكل من غير ما يليه لأنه ينسب للشره وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم لعكرش رضى الله تعالى عنه حين أكل معه ثريدا: كل من موضع واحد فانه طعام واحد». ثم أتى صلّى الله عليه وسلّم بطبق فيه ألوان من الرطب فجعل يأكل من بين يديه فقال صلّى الله عليه وسلّم: «كل من حيث شئت فانه غير لون واحد».

ويندب أن لا يأخذ لقمة الا بعد أن يبلع ما فى فيه فأخذها قبل ذلك مكروه لئلا ينسب للشره.

ويندب أن ينوى بالأكل نية حسنة لحسن متعلقها كاقامة البينة والتقوى على الطاعة وشكر المنعم، ويندب تنعيم المضغ حتى يصير الممضوغ ناعما يلتذ به ويسهل بلعه ويخف على المعدة، ويندب أن يمص الماء اذ العب مكروه لقول النبى صلى الله عليه وسلم إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا فان الكباد من العب (٣). ومثل الماء فى ذلك كل مائع كلبن.

ويندب أن يبعد القدح حين التنفس حالة الشرب ثم يعيد القدح لفيه مسميا عند وضعه على فيه حامدا عند ابانته، يفعل ذلك ثلاثا وهذا هو الراجح.

وقيل يجوز أن يشرب فى مرة على حد سواء والراجح أنه خلاف الأولى أو مكروه لقول النبى صلى الله عليه وسلم إذا شرب أحدكم فليتنفس ثلاث مرات فانه أهنأ وأمرأ.

ويندب أن يناول من على يمينه وأن تعدد ان كان على يمينه أحد قبل أن يناول من على يساره ولو كان من على يمينه مفضولا فقد ناول النبى صلّى الله


(١) الحمية: خلو البطن من الطعام.
(٢) البردة: ادخال الطعام على الطعام.
(٣) الكباد على وزن غراب وجع الكبد.