للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه .. ومنهم من قال: انه عبارة عن العدول عن موجب قياس الى قياس أقوى منه .. ثم قال (١): ونقل عن أبى الحسن البصرى تعريفه بأنه ترك وجه من وجوه الاجتهاد غير شامل شمول الالفاظ‍ لوجه هو أقوى منه وهو فى حكم الطارئ وعلق الآمدى على هذا التعريف بأنه قصد بقوله غير شامل شمول الالفاظ‍ الاحتراز عن العدول عن العموم الى القياس لكونه لفظا شاملا وعلق على قوله وهو فى حكم الطارئ بأنه احتراز عن قولهم: تركنا الاستحسان بالقياس فانه ليس استحسانا من حيث أن القياس الذى ترك له الاستحسان ليس فى حكم الطارئ بل هو الاصل. ثم أورد مناقشات لجملة هذه التعريفات بما سنورده بعد.

وعرفه صدر الشريعة فى التنقيح بأنه دليل يقابل القياس الجلى الذى تسبق اليه الافهام وقال فى التوضيح (٢): أن بعض الناس تحيروا فى تعريفه.

والصحيح فى تعريفه ما أوردناه من أنه دليل يقع فى مقابلة القياس الجلى.

وفى التحرير للكمال والتيسير عليه لباد شاه (٣): ان الاستحسان القياس الخفى بالنسبة الى قياس ظاهر متبادر ويقال لما هو أعم من ذلك وهو كل دليل واقع فى مقابلة القياس الظاهر بنص كالسلم أو أجماع كالاستصناع أو ضرورة كطهارة الحياض والآبار لعموم البلوى وقد جاء مثل ذلك فى المرقاة وشرحها مرآة الاصول (٤) وعرفه الامام السرخسى فى مبسوطه (٥)، نقلا عن شيخه بأنه ترك القياس والاخذ بما هو أوفق للناس وقيل طلب السهولة فى الاحكام فيما يبتلى فيه الخاص والعام وأورد عدة تعريفات حول هذا المعنى ترجع كما قال الى أنه ترك العسر لليسر.

وقد انفرد ابن السبكى بايراد تعريف للاستحسان (٦): بأنه العدول عن الدليل الى العادة للمصلحة كدخول الحمام من غير تعيين زمن المكث وقدر الماء والاجرة:

وقال الشاطبى (٧): الاستحسان فى مذهب مالك. الاخذ بمصلحة جزئية فى مقابلة دليل كلى ثم نقل عن ابن العربى أنه ايثار ترك مقتضى الدليل على طريق الاستثناء والترخص لمعارضة ما يعارض به فى بعض مقتضياته. وأنه قال فى أحكام القرآن: ان الاستحسان عندنا وعند الحنفية هو العمل بأقوى الدليلين وقد نقل الشوكانى (٨): هذا التعريف عن الباجى ونسبه الى أصحاب مالك فقط‍ والسالمى الاباضى فى طلعة الشمس (٩):

يدور مع صاحب جمع الجوامع فى فلكه حول ما أورده من تعريفات.


(١) المرجع السابق ج‍ ٤ ص ٢١٢.
(٢) ج‍ ٣ ص ٢.
(٣) ج‍ ٤ ص ٧٨.
(٤) ص ٢٥٠
(٥) المبسوط‍ للسرخسى ج‍ ١٠ ص ١٤٥
(٦) جمع الجوامع ج‍ ٢ ص ٣٦٠.
(٧) الموافقات للشاطبى ج‍ ٤ ص ١١٦.
(٨) الشوكانى ص ٢٢٤
(٩) طلعة الشمس ج‍ ١ ص ١٨٥