للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله فى اعتزال الحائض «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ»}. (١)

وقوله فى تحريم الخمر والميسر «إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ»}. (٢)

ثم قال ابن القيم (٣): وقد ذكر النبى صلّى الله عليه وسلّم علل الاحكام والاوصاف المؤثرة فيها ليدل على ارتباطها بها وتعديلها بتعدى أوصافها وعللها.

كقوله فى نبيذ التمر «ثمرة طيبة وماء طهور».

وقوله «انما جعل الاستئذان من أجل البصر».

وقوله «كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الاضاحى من أجل الدافة (٤) فكلوا وادخروا».

وقوله فى الهرة «انها ليست بنجس انها من الطوافين عليكم والطوافات».

وقوله فى تعليل النهى عن نكاح المرأة على عمتها وخالتها: «انكم اذا فعلتم ذلك قطعتم ارحامكم».

وقوله وقد سئل عن بيع الرطب بالتمر «أينقص الرطب اذا جف؟ قالوا نعم. فنهى عنه».

وقوله «لا يتناجى اثنان دون الثالث فان ذلك يحزنه».

وعرض الشاطبى عدة أحاديث فى ذلك ثم قال: وقد قرب النبى صلّى الله عليه وسلم الاحكام الى أمته بذكر نظائرها وأسبابها وضرب لها الامثال فقد قال له عمر رضى الله عنه: صنعت اليوم أمرا عظيما يا رسول الله. قبلت وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم. فقلت لا بأس بذلك فقال صلوات الله عليه: فصم.

فلولا أن المعانى والعلل مؤثرة فى الاحكام بنفى واثبات لم يكن لذكر هذا التشبيه معنى.

وبعد ايراد أمثلة كثيرة من هذا النوع قال الشاطبى: والمقصود أن النبى صلى


(١) البقرة: ٢٢٢.
(٢) المائدة: ٩٠، ٩١.
(٣) اعلام الموقعين ص ١٩٨ مطبعة السعادة الطبعة الأولى سنة ١٣٧٤ هـ‍.
(٤) الدافة: الجماعة من الناس تقبل من بلد الى بلد.