للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وضعه من علامات ونصب له من اشارات، وذلك ما يرتد الى طائفتين من الاحكام.

أولاها: طائفة العقائد.

وثانيها: طائفة الاحكام العملية التطبيقية.

أما طائفة العقائد فتتناول أولا الايمان بالله سبحانه وتعالى والايمان بصفاته على وفق ما جاء به - الكتاب الحكيم من ايمان بألوهيته ووحدانيته واتصافه بكل ما وصف به نفسه من صفات الكمال والتنزيه وايمان باستحقاقه وحده العبادة والتقديس والاخلاص له فيهما.

كما يدل على ذلك قوله تعالى «قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ١».

وثانيا الايمان برسالة من اصطفاه من عباده الذين أرسلهم الى الناس والايمان بملائكته وكتبه واليوم الآخر والايمان بالبعث وبالقدر خيره وشره والايمان بالجزاء وبالجنة وبالنار وغير ذلك مما يتضمنه ما جاء به الكتاب من الايمان بالغيب ودلت عليه آيات الكتاب مثل قوله تعالى فى اليوم الاخر «اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ٢» وقوله فى الجزاء وفى الجنة والنار فى سورة هود «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ ٣ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» وقوله تعالى «لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى» (٤) وقوله تعالى فى الايمان برسله وكتبه وملائكته فى سورة البقرة «آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ ٥ مِنْ رُسُلِهِ» وقوله تعالى فى انفراده بالخلق «ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» (٦) وقوله تعالى فى القضاء والقدر. «وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ» (٧) وقوله تعالى «قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ ٨ لِلّهِ» وقوله تعالى «قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ» وقوله تعالى


(١) الآية رقم ١١، ١٢ من سورة الزمر.
(٢) الآية رقم ٨٧ من سورة النساء.
(٣) الآية رقم ١٠٣، ١٠٤، ١٠٥، ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨ من سورة هود.
(٤) الآية رقم ٢١ من سورة النجم.
(٥) الآية رقم ٢٨٥ من سورة البقرة.
(٦) الآية رقم ١٠٢، ١٠٣ من سورة الأنعام.
(٧) الآية رقم ٣٠ من سورة الدهر.
(٨) الآية رقم ١٥٤ من سورة آل عمران.