للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يتعلق به حكم سواه، ولهذا ينقضى به العدة.

والمذهب الأول، لأن الوقف على ولده، وباللعان قد بان أنه ليس بولده فلم يدخل فيه.

وان وقف على أولاد أولاده دخل فيه أولاد البنين وأولاد البنات، لأن الجميع أولاد أولاده.

فان قال على نسلى أو عقبى أو ذريتى دخل فيه أولاد البنين وأولاد البنات قربوا أو بعدوا، لأن الجميع من نسله وعقبه وذريته ولهذا قال الله تبارك وتعالى «وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ١، وَزَكَرِيّا وَيَحْيى وَعِيسى} (٢)» فجعل هؤلاء كلهم من ذريته على البعد وجعل عيسى من ذريته وهو ينسب اليه بالأم.

فان وقف على عترته فقد قال ابن الاعرابى وثعلب هم ذريته.

وقال القتيبى هم عشيرته:

وان وقف على من ينسب اليه لم يدخل فيه أولاد البنات، لأنهم لا ينسبون اليه.

وان وقف على البنين لم يدخل فيه الخنثى المشكل، لأنا لا نعلم أنه من البنين.

فان وقف على البنات لم يدخل فيه لأنا لا نعلم أنه من البنات.

فان وقف على البنين والبنات ففيه وجهان.

أحدهما: أنه لا يدخل فيه، لأنه ليس من البنين، ولا من البنات.

والثانى أنه يدخل، لأنه لا يخلو من أن يكون ابنا أو بنتا.

وان أشكل علينا فان وقف على بنى زيد لم يدخل فيه بناته.

فان وقف على بنى تميم وقلنا ان الوقف صحيح ففيه وجهان.

أحدهما لا يدخل فيه البنات، لأن البنين اسم للذكور حقيقة.

والثانى يدخلن فيه، لأنه اذا أطلق اسم القبيلة دخل فيه كل من ينسب اليها من الرجال والنساء.

وان قال وقفت على أولادى، فان انقرض أولادى وأولاد أولادى، فعلى الفقراء، لم يدخل فيه ولد الولد، ويكون هذا وقفا منقطع الوسط‍، فيكون على قولين، كالوقف المنقطع الانتهاء.

ومن أصحابنا من قال يدخل فيه أولاد الأولاد بعد انقراض ولد الصلب، لأنه لما شرط‍ انقراضهم دل على أنهم يستحقون كولد الصلب.


(١) الآية رقم ٨٤ من سورة الأنعام.
(٢) الآية رقم ٨٥ من سورة الأنعام.