للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤبدا ويلغو تأقيته تغليبا لشبهه بالطلاق، وفى قول المؤقت لغو، لأنه لم يؤبد التحريم فأشبه ما اذا شبهها بامرأة لا تحرم على التأبيد، فعلى الأول - وهو صحته مؤقتا يكون الأصح أن عوده فيه لا يحصل بامساك لزوجة ظاهر منها مؤقتا بل يحصل بوط‍ ء فى المدة، لأن الحل منتظر بعد المدة، فالامساك يحتمل أن يكون لانتظار الحل أو للوط‍ ء فى المدة والأصل براءته من الكفارة فاذا وطئ فقد تحقق الامساك لأجل الوط‍ ء والثانى المقابل للأصح أن العود فيه كالعود فى الظهار المطلق الحاقا لأحد نوعى الظهار بالآخر (١).

ولو كان الظهار المؤقت مؤقتا بأكثر من أربعة أشهر صار مظاهرا موليا لامتناعه من الوط‍ ء فوق أربعة أشهر، واذا وطئ فى المدة لم يلزمه كفارة يمين الايلاء كما صححه فى الروضة كأصلها اذ لا يمين.

وقيل تلزمه مع كفارة الظهار كما جزم به صاحبا التعليقة والأنوار ولعل وجهه أن ذلك منزل منزلة اليمين كما فى قوله والله لا أطؤك خمسة أشهر.

ولو قيد الظهار بمكان قال البلقينى فالقياس أنه كالظهار المؤقت بزمان، ولم أر من تعرض له، واذا قلنا يتقيد بذلك المكان لم يكن عائدا فى ذلك الظهار الا بالوط‍ ء فى ذلك المكان، ومتى وطئها فيه حرم وطؤها مطلقا حتى يكفر (٢).

وقوله لها جسمك أو بدنك أو جملتك أو نفسك أو ذاتك كبدن أمى أو جسمها أو جملتها او ذاتها صريح لتضمنه الظهر.

والأظهر الجديد أن قوله لها انت على كيدها أو بطنها أو صدرها ونحو ذلك من الاعضاء التى لا تذكر فى معرض الكرامة والاعزاز مما سوى الظهر ظهار، لأنه عضو يحرم التلذذ به فكان كالظهر.

والثانى المقابل للأظهر أنه ليس بظهار لأنه ليس على صورة الظهار المعهودة فى الجاهلية، وكذا قوله أنت على كعينها أو رأسها أو نحو ذلك مما يحتمل الكرامة كقوله أنت كأمى أو روحها أو وجهها ظهار أن قصد ظهارا وان قصد كرامة فلا يكون ظهارا، لأن هذه الألفاظ‍ تستعمل فى الكرامة والاعزاز وقوله لها رأسك أو ظهرك أو يدك أو رجلك أو بدنك أو جلدك أو شعرك أو نحو ذلك على كظهر أمى ظهار فى الأظهر، أما الأعضاء الباطنة كالكبد والقلب فالأوجه كما اعتمده بعض


(١) مغنى المحتاج الى معرفة معانى الفاظ‍ المنهاج للشيخ محمد الشربينى الخطيب ج ٣ ص ٣٣٠ الطبعة السابقة.
(٢) المرجع السابق ج ٣ ص ٣٣١ الطبعة السابقة.