للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لها فى نوع ماله قرن كالبقر، لأنها ان كان ذلك من أصل الخلقة فانها تجزئ باتفاق وأما ان كانت مستأصلة القرنين من غير خلقة ففيها قولان، وتجزئ العاجزة عن القيام لشحم كثير عليها، وتجزئ مكسورة قرن من أصله أو طرفه ان برئ لا أن أدمى فلا تجزئ كالمريضة مرضا بينا وهو ما لا تتصرف معه تصرف السليمة فلا تجزئ بخلاف المرض الخفيف فانها تجزئ معه.

ولا تجزئ أيضا بينة جرب وبشم (تخمة) وجنون دائم بأن فقدت الالهام بحيث لا تهتدى لما ينفعها ولا تجانب ما يضرها وبينة هزال وهى التى لا مخ فى عظامها وبينة عرج وهى التى لا تسير سير صاحباتها وبينة عور وهى التى ذهب بصر احدى عينيها ولو كانت صورة العين قائمة وكذا ذهاب أكثره فان كان بعينها بياض لا يمنعها النظر أجزأت ولا يجزئ فائت جزء كفائت يد أو رجل أصالة أو طروا غير خصية فيجزئ بخصية واحدة ان لم يحصل بها مرض بين. وانما أجزأ لأنه يعود بمنفعة فى لحمها فيجبر ما نقص ولا تجزئ صمعاء وهى صغيرة الأذنين جدا كأنها خلقت بلا أذن ولا تجزئ ذات أم وحشية وأبوها من الانس بأن ضربت فحول الانس فى اناث الوحشى اتفاقا وكذا عكسه على الأصح.

ولا تجزئ بتراء وهى التى لا ذنب لها خلقة أو طروا، ولا بكماء وهى فاقدة الصوت ولا بخراء وهى متغيرة رائحة الفم، ولا يابسة ضرع أى جميعه فان ارضعت ببعضه فلا تضر ولا مشقوقة أذن أكثر من ثلث فان كان الشق ثلثا أجزأت ولا مكسورة سن ان زاد على الواحدة وأما كسر واحدة فلا يمنع الاجزاء على الأصح، وأما قلع الأسنان كلا أو بعضا فلا يضر اذا كان القلع لاثغار (وهو: سقوط‍ الأسنان الرواضع) أو كبر وأما اذا كان لغير ذلك فقلع الواحدة لا يضر وانما يضر ما زاد على الواحدة، ولا تجزئ ذاهبة ثلث ذنب فصاعدا.

وندب جيد بأن يكون من أعلى النعم وندب سالم من العيوب التى تجزئ معها كخفيف مرض وكسر قرن برئ، وندب غير خرقاء وهى التى فى أذنها خرق مستدير وغير شرقاء وهى مشقوقة الأذن وغير مقابلة وهى التى قطع من اذنها من قبل وجهها وترك ملعقا وغير مدابرة وهى التى قطع من أذنها من خلفها وترك معلقا وندب سمين، وندب ذكر وأقرن وأبيض ان وجد وفحل وندب ضأن مطلقا فحله فخصيه فأنثاه ثم يليه معز كذلك.

ثم اختلف هل الأفضل بعد ذلك البقر أو الابل؟

الأظهر عند ابن رشد أن البقر أفضل فهو يلى المعز.

وقال الدردير: ان الخلاف مبنى على أساس أيهما أطيب لحما.