للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عالم باللغة يتبين أن العلة شاملة كشمول دلالة النص فتقدم على القياس.

(ج‍) أقسام الكتاب من العام والخاص والمشترك والمجمل والخفى والظاهر والناسخ والمنسوخ وغير ذلك من تقسيمات الأصوليين، وهذا شئ آخر غير معانيه على ما هو واضح.

الشرط‍ الثانى: أن يعرف من السنة متنا وسندا القدر الذى تتعلق به الأحكام بأن يعرف بالنسبة للمتن نفس الأخبار أنها رويت بلفظ‍ الرسول أو بالمعنى ومواضع المتن لهذا القدر بحيث يتمكن من الرجوع إليه عند الحاجة كما ذكرنا فى معرفة الكتاب، ويعرف بالنسبة للسند سند ذلك القدر من تواتر أو شهرة أو آحاد، وفى ذلك معرفة حال الرواة من الجرح والتعديل، ويكتفى فى هذا الزمان بتعديل أئمة الحديث الموثوق بهم كالبخارى ومسلم والبغوى وغيرهم من أئمة الحديث، وجملة ما يشترط‍ فى معرفة السنة على ما ذكره الغزالى خمسة شروط‍:

١ - معرفة طرقها من تواتر وآحاد لكون المتواترات قطعية الثبوت، والآحاد ظنية الثبوت.

٢ - معرفة طرق الآحاد وروايتها ليعمل بالصحيح منها ويبعد عن غيره.

٣ - معرفة أحكام أقوال الرسول وأفعاله ليعلم ما يوجبه كل منها.

٤ - معرفة ما انتفى عنه الاحتمال وحفظ‍ ألفاظ‍ ما وجد فيه الاحتمال.

٥ - معرفة الترجيح بينه وبين ما يعارض من الأخبار.

الشرط‍ الثالث: معرفة أنواع القياس عند القائلين به، والمراد منها الأنواع الثلاثة الآتية:

الأول: قياس العلة «إثبات حكم معلوم فى معلوم آخر لاشتراكهما فى علة الحكم عند المثبت» كقياس الحنفية، الخارج النجس من غير السبيلين كالدم الذى يسيل إلى موضع يلحقه حكم التطهير على الخارج من السبيلين لعلة خروج النجاسة.

الثانى: قياس الدلالة (مساواة فرع لأصل فى وصف جامع لا يكون علة للحكم بل يكون لازما مساويا لعلة الحكم) كقياس المكره بالقتل على المكره بجامع الإثم، والإثم ليس علة للقصاص بل هو مساو لها كمساواة الضاحك للناطق فى الأفراد.

الثالث: قياس العكس (إثبات نقيض حكم الأصل فى الفرع لوجود نقيض علته فيه) كما قاس الرسول عليه الصلاة والسلام وط‍ ء المنكوحة فأثبت الأجر فيه قياسا على وط‍ ء المحرمة فى إثبات الوزر بقياس العكس، وقد سئل عليه الصلاة والسلام: أيأتى أحدنا شهوته، أى الحلال، فيكون له أجر.

فقال: أرأيت لو وضعها فى حرام يكون عليه وزر (١).

ويرجع إلى مصطلح «قياس».

وقالت طائفة: لا موضع ألبته لطلب


(١) انظر باب الاجتهاد فى حاشية السعد على شرح التوضيح ج‍ ٢ من ص ١١٨ إلى آخر هذا المبحث.