وكذ بخلعه نفسه لعجزه عن القيام بمصالح المسلمين وإن لم يكن العجز ظاهرا بل استشعره في نفسه ..
وهذا ظاهر في أن الإمام يبقى في منصبه ما دام صالحا وقادرًا ومستقيمًا .. ولاينعزل إلا بسبب يقتضى العزل ويوجبه حتى لو عزلته الأمة أو عزل هو نفسه بلا سبب .. لا ينعزل ..
ونقلنا عن القاضي أبى الحسن الماوردى كثيرا جاء فيه:"والذي يتغير به حال الإِمام فيخرج به عن الإِمامة شيئان:
الأول: جرح في عدالته.
والثانى: نقص في بدنه ..
ثم أفاض في بيان ما يصيبه في ناحية العدالة، ويؤثر فيها وبيان ما يصيبه من النقص في بدنه وتحديد مايستوجب العزل وما لا يستوجبه من هذا وذاك .. وهذا صريح في أنه ما لم يطرأ عليه ما يغيره في الناحيتين فإنه لا يستحق العزل ويبقى في منصبه ..
وعبارة الإمام الشيخ محمد عبده ظاهرة في أن الخليفة ما دام على المحجة ونهج الكتاب فهو خليفة وطاعته واجبة ..
وقد قال أحد العلماء: "ولا يصح أن تكون الخلافة في هيئة تؤلف لأجل مسمى ثم تنفرط .. فإن نصوص العلماء متضافرة علي أن يكون الخليفة فرد يستمر في رياسته ما دام حائزا على رضا الأمة بعيدًا عن الاستبداد في الحكم .. ".