للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واقتصر على الصيف، لأنه الداعى الى خارج البيت، الا لضرر كهوام وحر شديد لا يطاق فلها الرقود خارجا بنظر من المسلمين فى ذلك الذى تحتج به هل هو عذر، وان كان للبيت سطح أعلى يلى السماء تصعد اليه من داخل البيت فلها الرقود فيه ان كان لا ضرر يلحقها ولا يصدق عليها أنها خرجت من البيت أو رقدت خارجه حينئذ ولا سيما سطح لم يكشف للسماء.

ثم قال: ولا تسكن فى طرف المنزل، أو حيث خافت مضرة من الناس، كقتل وضرب وسرقة وغصب لها أو لما لها ونظر وصوت رحى أو حداد أو مجمع ناس أو من السباع أو الدواب أو حريق أو هدم أو سيل، وله منع من يحدثها، وله أن يؤنسها ولو من خارج البيت أو يدخل اليها، وان اشتكت بالوحشة أمره المسلمون أن يؤنسها أو يجعل من يؤنسها من الناس ممن لا تخاف منه المضرة كطفل أو طفلة أو امرأة ورجل لا أرب له بالنساء أو قريب لها محرم منها، وانما يبنى لها خصا بنظر المسلمين عند أمين يحفظها اذا تبين له الضرر من أحدهما للآخر أخبر به المسلمين، فان لم يجدوا الأمين فالأمينة وجاز بيت كراء أو عارية لا مضرة فيه كجذام وبرص أو غير ذلك (١).

ولها الخروج (٢) من بيت أو مسكن ظهر به مخوف كهدم أو حرق أو مؤذ كحية أو عقرب لم تطق قتلها أو لم يكن فيه ضوء، ولا يدرك أن يسكن معها فى بيتها غيرها كضرة وأبيه وأمه وولدها أو ولده، وغير ذلك، فان رضيت جاز، وان كان له أب أو أم كبير ومريض لا يطيق السكنى وحده نظر المسلمون فى ذلك، فان لم تكن عليها مضرة سكن معها.

وان تشاجر (٣) أى اختلف مع امرأته على أولادها وقالت: لا أسكن معهم ولا أعمل لهم طعاما أو غيره. ولا أخدمهم ولا آكل معهم قبل قولها، ولا يلزمها ذلك المذكور من السكنى معهم والعمل لهم والاكل معهم وغير ذلك ولا سيما أولاده من غيرها، وان أبت أن تؤاكل أبويه أو نساءه أو ولده من غيرها أو عبده فلها ذلك أيضا، وان أرادته أى أرادت ذلك فأبى هو نظر فيه أى نظر فيه الحاكم أو الجماعة أو الامام.

وجاء فى موضع (٤) آخر فى شرح النيل:

وان تزوج رجل له ولد - امرأة لها ولد - لم يجد احدهما اخراج ولد الآخر عنه ان علم ذلك، وكذا الأم أو الجدة اذا سكنت مع احدهما لا يجد الآخر اخراجه وأما الأب فتجد منع مساكنته وقيل ينظر هل فى مساكنته ضرر والمذهب منع مساكنة الأب والأم ان شاءت.

ثم قال: وليس له أن يسكنها مع أبويه


(١) شرح النيل وشفاء العليل لاطفيش ج ٧ ص ٣٣٢، ص ٣٣٣ الطبعة السابقة.
(٢) المرجع السابق ج ٧ ص ٣٣٤ الطبعة السابقة.
(٣) شرح النيل لمحمد بن يوسف اطفيش ج ٧ ص ٣٢٤، ص ٣٢٥ الطبعة السابقة.
(٤) شرح النيل وشفاء العليل ج ٣ ص ٥٦٩، ص ٥٧٠ الطبعة السابقة.