وكذا اذا قال لها أنت طالق ما لم أطلقك، لأن معنى قوله ما لم أطلقك أى فى الوقت الذى لا أطلقك.
يقال فى العرف ما دمت تفعل كذا أفعل كذا أى فى الوقت الذى تفعل.
وقال الله تعالى خبرا عن عيسى عليه الصلاة والسّلام «وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ١» أى وقت حياتى، فيصير كأنه قال أنت طالق فى الوقت الذى لا أطلقك فكما فرغ وسكت تحقق ذلك الوقت فيقع الطلاق.
ولو قال ذلك يطلقها موصولا بأن قال لها أنت طالق ما لم أطلقك أنت طالق وذكر العبارتين الأخرتين فهى طالق هذه التطليقة دون التطليقة المضافة الى زمان لا يطلقها فيه عند أصحابنا الثلاثة رحمهم الله تعالى.
وكذا لو قال لها أنت طالق ثلاثا ما لم أطلقك أنت طالق تقع هذه الطلقة لا غير عندنا لأن المضاف اليه وقت خال عن الطلاق ولما قال أنت طالق موصولا بالكلام الأول فلم يوجد وقت خال عن الطلاق، لأن قوله انت طالق بجملته طلاق، لأنه كلام واحد لكونه مبتدأ وخبرا فلم يوجد بين الكلامين وقت لا طلاق فيه فلا يقع الطلاق المضاف لانعدام المضاف اليه.
وعند زفر رحمه الله تعالى يقع ثلاث تطليقات، لأنه أضاف الطلاق الى وقت لا طلاق فيه وكما فرغ من قوله ما لم أطلقك قبل قوله طالق وجد ذلك الوقت فيقع المضاف.
ولو قال أنت طالق غدا وقال عنيت آخر النهار لم يصدق فى القضاء بالاجماع ويصدق فيما بينه وبين الله تعالى - ولو قال أنت طالق فى غد وقال عنيت فى آخر النهار لا يصدق فى القضاء فى قول أبى يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى - وانما يصدق فيما بينه وبين الله تعالى لا غير وان لم يكن له نية يقع فى أول جزء من الغد بلا خلاف لأن الغد اسم زمان والزمان اذا قرن بالفعل يصير ظرفا له سواء قرن به حرف الظرف وهو حرف فى أو لم يقرن به فان قول القائل كتبت فى يوم الجمعة ويوم الجمعة سواء فكان ذكر حرف الظرف والسكوت عنه بمنزلة واحدة ولو لم يذكر.
ولو قال أنت طالق غدا وقال عنيت آخر النهار لم يصدق فى القضاء ولهذا لو لم يكن له نية يقع فى أول جزء من الغد.
وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى يصدق فى القضاء، لأن ما كان من الزمان ظرفا للفعل حقيقة وهو أن يكون كله