للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتحقق الحنث لأنه أول آخره وآخر أوله (١).

وان قال اذا مضى يوم فأنت طالق فان كان القول المذكور نهارا وقع الطلاق اذا عاد النهار الى مثل وقته الذى تلفظ‍ فيه من أمس ذلك النهار ليكمل اليوم وان كان قوله ذلك ليلا فانها تطلق بغروب شمس غد تلك الليلة ليتحقق مضى يوم.

وان قال اذا مضت سنة فأنت طالق طلقت اذا مضى اثنا عشر شهرا بالأهلة ويكمل الشهر الذى حلف فى أثنائه بالعدد ثلاثين يوما حيث كان الحلف فى أثناء الشهر فاذا مضى أحد عشر شهرا بالأهلة أضاف الى ما مضى من الشهر الأول قبل حلفه تتمة الثلاثين يوما، وانما اعتبرت الأهلة حيث أمكن لأنها المواقيت التى جعلت للناس بالنص.

وان قال اذا مضت السنة فأنت طالق، أو قال اذا مضت هذه السنة فأنت طالق طلقت بانسلاخ ذى الحجة، لأنها لما ذكرها بلام التعريف انصرفت الى السنة المعروفة وهى التى آخرها ذو الحجة، فان قال أردت بالسنة اثنى عشر شهرا دين، وقبل منه حكما، لأن لفظه يحتمله.

وان قال أنت طالق فى كل سنة طلقة طلقت الأولى فى الحال، لأنه جعل السنة ظرفا للطلاق فيقع اذن، وتطلق الثانية فى أول المحرم، لأن السنة الثانية ظرف للطلقة فتطلق فى أولها وكذا الثالثة ان بقيت الزوجة فى عصمته بأن استمرت الزوجة فى عدتها أو ارتجعها فى عدة الطلاق أو جدد نكاحها بعد أن بانت، وان بانت حتى مضت السنة الثالثة ثم تزوجها لم يقع الطلاق، ولو نكحها فى السنة الثانية وقعت الطلقة عقب نكاحه أو نكحها فى السنة الثالثة وقعت كذلك عقبه لأنه جزء من السنة التى جعلها ظرفا للطلاق ومحلا له، وكان سبيله أن يقع أولها فمنع منه كونها غير محل للطلاق، لعدم نكاحه حينئذ، فاذا عادت الزوجة وقع فى أولها، فان قال أردت بالسنة اثنى عشر شهرا قبل حكما، لأن لفظه يحتمله، وان قال أردت أن يكون أول السنين المحرم دين، لأنه محتمل، ولم يقبل فى الحكم، لأنه خلاف الظاهر.

وان قال أنت طالق يوم يقدم زيد فقدم نهارا مختارا حنث، لوجود الصفة سواء علم القادم باليمين أو جهلها، وسواء كان القادم ممن لا يمتنع بيمينه كالسلطان والحاج والأجنبى، أو كان ممن يمتنع باليمين من القدوم كقرابة لهما أو لأحدهما أو غلام لأحدهما، وان قدم زيد ليلا طلقت ان نوى باليوم الوقت أو لم ينو شيئا، لأن اليوم يطلق بمعنى الوقت قال الله عز وجل «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ» (٢) وقال:

«وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ» (٣) وان قدم


(١) المرجع السابق ج ٣ ص ١٧٠ ص ١٧١ نفس الطبعة.
(٢) الآية رقم ١٤١ من سورة الأنعام.
(٣) الآية رقم ١٦ من سورة الأنفال.