للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مساوية لصلاة القائم فى الفضيلة والأجر وفيه نظر لما نقله النووى عن بعضهم أنه على النصف من صلاة القائم مع العذر وعليه حمل الحديث فلا اجماع الا أن يريد به اجماع أئمتنا.

وذكر فى المجتبى بعد ما نقل الحديث قالوا وهذا فى حق القادر أما العاجز فصلاته بايماء أفضل من صلاة القائم الراكع الساجد لأنه جهد المقل ولا يخفى ما فيه بل الظاهر المساواة كما فى النهاية.

وقيد بالتنفل قاعدا لأن المتنفل مضطجعا لا يجوز عند عدم العذر والشروع وهو منحن قريبا من الركوع لا يصح أيضا فى التنفل كما يشير اليه كلام التجنيس السابق وصرح به فى موضع عن شرح منية المصلى.

وجاء فى الزيلعى (١): والبحر الرائق:

أنه يجوز أن يصلى القائم خلف القاعد خلافا لمحمد، ويصلى المومئ خلف مثله أى لا يفسد اقتداء مومئ بمومئ وسواء كان الامام يومئ قائما أو قاعدا لاستواء حالهما وهذا بخلاف ما اذا كان الامام مضطجعا والمؤتم قاعدا أو قائما فانه لا يجوز لقوة حال المأموم، لأن القعود معتبر بدليل وجوبه عليه عند القدرة بخلاف القيام، لأنه ليس بمقصود لذاته ولهذا لا يجب عليه القيام مع القدرة عليه اذا عجز عن السجود فكان القاعد أقوى حالا وفى الشراح أنه المختار ردا لما صححه التمرتاشى من الجواز عند الكل (٢).

وجاء فى بدائع الصنائع (٣): أنه اذا كان المريض لا يقدر على القيام والركوع والسجود يسقط‍ عنه لأن العاجز عن الفعل لا يكلف به وكذا اذا خاف زيادة العلة من ذلك لأنه يتضرر به وفيه أيضا حرج فاذا عجز عن القيام يصلى قاعدا بركوع وسجود فان عجز عن الركوع والسجود يصلى قاعدا بالايماء ويجعل السجود أخفض من الركوع فان عجز عن القعود يستلقى ويومئ ايماء لأن السقوط‍ لمكان العذر فيتقدر بقدر العذر.

والأصل فيه قول الله تبارك وتعالى «فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى ٤ جُنُوبِكُمْ» قيل المراد من الذكر المأمور به فى الآية هو الصلاة أى صلوا ونزلت الآية فى رخصة صلاة المريض أنه


(١) انظر تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للامام العالم فخر الدين عثمان الزيلعى الحنفى وبهامشه حاشية الامام العلامة الشيخ الشلبى ج ١ ص ١٤٣ طبع المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر المحمية الطبعة الأولى سنة ١٣١٣ هـ‍.
(٢) البحر الرائق شرح كنز الدقائق ج ١ ص ٣٨٧ الطبعة السابقة.
(٣) كتاب بدائع الصنائع فى تريب الشرائع للكاسانى ج ١ ص ١٠٥، ص ١٠٦ طبع مطبعة الجمالية بمصر سنة ١٣٢٨ هـ‍ لطبعة الأولى.
(٤) الآية رقم ١٠٣ من سورة النساء.