وذكر عن ابن جريج أخبرنى من أصدق أن عائشة رضى الله تعالى عنها كانت تقول أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن يضطجع لسنة ولكنه كان يدأب ليلته فيستريح.
قال وكان ابن عمر يحصبهم اذا رآهم يضطجعون على ايمانهم.
وذكر ابن أبى شيبة عن أبى الصديق الناجى أن ابن عمر رأى قوما اضطجعوا بعد ركعتى الفجر فأرسل اليهم فنهاهم فقالوا نريد بذلك السنة فقال ابن عمر ارجع اليهم وأخبرهم أنها بدعة.
وقال أبو مجلز سألت ابن عمر عنها فقال يلعب بكم الشيطان قال ابن عمر رضى الله تعالى عنه ما بال الرجل اذا صلى الركعتين يفعل كما يفعل الحمار اذا تمعك.
ثم قال ابن القيم وقد غلا فى هذه الضجعة طائفتان وتوسط فيها طائفة ثالثة.
فأوجبها جماعة، وأبطلوا الصلاة بتركها.
وكرهها جماعة من الفقهاء، وسموها بدعة.
وتوسط فيها جماعة فلم يروا بأسا لمن فعلها راحة وكرهوها لمن فعلها استنانا.
واستحبها طائفة على الاطلاق سواء استراح بها أم لا واحتجوا بحديث أبى هريرة.
والذين كرهوها منهم من احتج باثار الصحابه كابن عمر وغيره حيث كان يحصب من فعلها.
ومنهم من أنكر فعل النبى صلّى الله عليه وسلم لها.
وقال: الصحيح ان اضطجاعه صلى الله عليه وسلم كان بعد الوتر وقبل ركعتى الفجر كما هو مصرح به فى حديث ابن عباس.
وقال وأما حديث عائشة فاختلف على ابن شهاب فيه فقال مالك عنه فاذا فرغ يعنى من قيام الليل اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلى ركعتين خفيفتين وهذا صريح أن الضجعة قبل سنة الفجر.
وقال غيره عن ابن شهاب فاذا سكت المؤذن من أذان الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن.
قالوا واذا اختلف أصحاب ابن شهاب فالقول ما قاله مالك لأنه أثبتهم فيه وأحفظهم.
وقال الآخرون بل الصواب فى هذا مع من خالف مالكا.