باحداهما قبل الطعام وبعده فقد روى عن النبى صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: أوله ينفى الفقر وآخره ينفى الهم.
وقال على عليه السّلام: غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة فى العمر واماطة للغمر (١) عن الثياب ويجلو البصر.
وقال الصادق عليه السّلام من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش فى سعة وعوفى من بلوى الجسد.
ويستحب مسح اليدين بالمنديل ونحوه فى الغسل الثانى وهو ما بعد الطعام دون الغسل الأول فانه لا تزال البركة فى الطعام ما دامت النداوة فى اليد.
ويستحب أن يسمى عند الشروع فى الأكل، فقد روى عن النبى صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: اذا وضعت المائدة حفها أربعة آلاف ملك فاذا قال العبد بسم الله قالت الملائكة بارك الله عليكم فى طعامكم، ثم يقولون للشيطان:
اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم، فاذا فرغوا فقالوا: الحمد لله قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فأدوا شكر ربهم، فاذا لم يسموا قالت الملائكة للشيطان ادن يا فاسق فكل معهم، فاذا رفعت المائدة ولم يذكروا الله قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم. ولو تعددت ألوان المائدة سمى على كل لون منها روى ذلك عن على عليه السّلام، وروى أنه يستحب التسمية على كل اناء على المائدة وان اتحدت الألوان ولو نسى التسمية فى ابتداء الأكل تداركها فى الأثناء عند ما يذكرها وروى أن الناسى يقول بسم الله على أوله وآخره. ولو قال فى الابتداء مع تعدد الألوان والأوانى: بسم الله على أوله وآخره أجزأ عن التسمية عن كل لون وآنية.
وروى أن تسمية واحدة من الحاضرين على المائدة تجزئ عن الباقين.
ويستحب أن يأكل باليمين فى حالة الاختيار ولا بأس بأن يأكل باليسرى ما دام مضطرا فقد روى عن الصادق أنه قال: لا تأكل باليسرى وأنت تستطيع.
وفى رواية أخرى لا يأكل بشماله ولا يشرب بها ولا يتناول بها شيئا.
ويستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل لو كان معه غيره، وأن يكون آخر من يأكل ليأنس القوم ويأكلوا روى ذلك من فعل النبى صلّى الله عليه وآله وسلّم معللا بذلك.
ويبدأ صاحب الطعام اذا أراد غسل أيديهم فى الغسل الأول بنفسه ثم بمن عن يمينه دورا الى الآخر. وفى الغسل الثانى بعد رفع الطعام يبدأ بمن على يساره ثم يغسل هو أخيرا روى ذلك الصادق عليه السّلام معللا البدءة أولا بقوله: لئلا يحتشمه أحد وعلل
(١) الغمر بفتحتين وجاء فى القاموس القمر بالقاف ريح اللحم وما يعلق باليد من دسم.