للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأئمة (١) لأن النية شرط‍ فى سائر العبادات لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى».

وفى رأى المالكية والشافعية والزيدية أنها ركن لا شرط‍.

ويجب عند الشافعية والحنابلة والإمامية (٢).

- أن يعين نوع الاعتكاف - واجبا أو مندوبا - بالنية ليتميز الواجب عن التطوع.

وفى الواجب ينوى الوجوب.

وفى المندوب ينوى الندب

وتكفى نية واحدة عند الشافعية (٣).

فيما اذا أطلق الاعتكاف ولو طال مكثه.

فان خرج ثم عاد احتاج الى استئناف النية سواء خرج لقضاء حاجة أم لغيرها لأن ما مضى عبادة تامة مستقلة ولم يتناول بنيته منه غيرها فاشترطت النية لدخول الثانى لأنها عبادة أخرى، الا أن يعزم حين الخروج أن يقضى الحاجة ثم يعود فهذه العزيمة تقوم مقام النية.

وهذا فى الاعتكاف الذى لم يعين فيه زمنا.

فان عين زمنه وخرج.

فأصح الأقوال أنه ان خرج لقضاء حاجة ثم عاد لم يجب تجديد النية.

وان خرج لغرض آخر فلا بد من تجديد النية سواء أطال الزمان أم قصر.

وان شرط‍ فى اعتكافه خروجه لشغل ثم خرج وعاد فالأصح وجوب تجديد النية.

وهذا الكلام يجرى فى اعتكاف التطوع وفى النذر الذى لم يشترط‍ فيه تتابع.

فان كان النذر متتابعا وكان خروجه لا يقطع التتابع فلا يجب عليه استئناف النية عند عوده لشمول النية جميع المدة.

وان كان الخروج يقطع التتابع فانه يجب عليه تجديد النية قطعا.

ويجب تبييت النية عند الزيدية (٤).

واذا كان الاعتكاف متصلا ليلا ونهارا كفت نية واحدة للاعتكاف فى أوله ويجدد نية الصوم فى كل يوم.

أما لو كان الاعتكاف فى النهار دون الليل فلا بد من نية الاعتكاف فى كل يوم.


(١) للحنفية حاشية ابن عابدين ج ٢، ص ١٧٧ وللمالكية بلغة السالك لأقرب المسالك ج ١ ص ٢٣٨، وللشافعية نهاية المحتاج ج ٢ ص ٢١٦، والمجموع ج ٦ ص ٤٩٨، وللحنابلة كشاف القناع ج ١ ص ٥٣٠، وللظاهرية المحلى ج ٥ ص ١٧٩ وللزيدية شرح الأزهار ج ١ ص ٤٢ وللامامية مستمسك العروة الوثقى ج ١ ص ٤٦٨،: والروضة البهية ج ١، ص ١٥٦، وللإباضية شرح النيل ج ٢، ص ٢٥٣ ..
(٢) نهاية المحتاج ج ٣ ص ٢١٦، وكشاف القناع ج ١ ص ٥٣٠، مستمسك العروة الوثقى ج ٨ ص ٤٦٨ ..
(٣) المرجع السابق للشافعية ..
(٤) المرجع السابق للزيدية