للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقلده وهو أن يربط‍ نعلا فى حبل ويعلقها فى عنق الهدى. وإن جلله يجل (١) فحسن.

فإن كان الهدى من الغنم فلا أشعار فيه لكن يقلده رقعة جلد فى عنقه. فإن كان من البقر فلا إشعار فيه ولا تقليد سواء كانت له أسنمة أم لم تكن.

ثم يقول: لبيك اللهم بعمرة وحج معا لا يجزئه إلا ذلك ولا بد. وإن قال لبيك بحج وعمرة أو قال: لبيك عمرة وحجّا أو حجة وعمرة أو نوى كل ذلك فى نفسه ولم ينطق به فكل ذلك جائز وهذا يسمى القران.

ومن ساق من المعتمرين الهدى فعل فيه من الإشعار والتقليد ما ذكرنا ونحب له فى كل ما ذكرنا أن يشترط‍ فيقول عند إهلاله: اللهم إنى محلى حيث تحبسنى فإن قال ذلك فأصابه أمر ما يعوقه عن تمام ما خرج له من حج أو عمرة أحل ولا شئ عليه لا هدى ولا قضاء إلا إن كان لم يحج قط‍ ولا اعتمر فعليه أن يحج حجة الإسلام وعمرته.

وبرهان ما ذكرنا ما رويناه من طريق مسلم حدثنا ابن أبى عمر حدثنا سفيان بن عيينه عن الزهرى عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت:

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

من أراد منكم أن يهل بحج أو عمرة فليفعل ومن أراد أن يهل بحج فليهل ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل.

قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج وأهل به ناس معه وأهل ناس بالحج والعمرة وأهل ناس بعمرة وكنت فيمن أهل بالعمرة.

قال أبو محمد فهذا أول أمره صلى الله عليه وسلم بذى الحليفة عند ابتداء إحرامهم وإرادتهم الإهلال بلا شك إذ هو نص الحديث.

وحدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بن فتح حدثنا موسى بن نافع (٢) قال قدمت مكة متمتعا بعمرة قبل التروية بأربعة أيام فقال الناس: تصير حجتك الآن مكية فدخلت على عطاء بن أبى رباح فقال: حدثنى جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه أنه حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدى معه وقد أهلوا بالحج مفردا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصروا وأقيموا حلالا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا الذى قد قدمتم بها متعة.

وكذلك روى إسحق - هو ابن راهويه - عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه أنه أخبره عن حجة النبى صلى الله عليه


(١) الجل بضم أوله: هو للدابة كالثوب للانسان يلبسه يقيه البرد والجمع جلال واجلال هامش المحلى لابن حزم الظاهرى ج ٧ ص ٩٩ نفس الطبعة وفى لسان العرب لابن منظور الافريقى مادة جلل ج ٤٣ ص ١١٩ طبعة دار صادر دار بيروت جاء من معانى جلل. جل الدابة وجلها بالضم والفتح - الذى تلبسه لتصان به.
(٢) المحلى لابن حزم الظاهرى ج ٧ ص ١٠٠ الطبعة السابقة.