للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وان لغير خوف فسدت ولو لم يقطعها كرعد وكلام وصوت هامة وقيل لا وأجيز أن أستمع لقراءة أو وعظ‍ أو نحوهما ولم يقطع والصحيح الفساد وقيل من قطع ولو لمهم أعاد وقيل لا تفسد الا ان قطع وأصفى لغير الصلاة قدر ثلاث تسبيحات أعاد (١).

ومن تثاءب فليكظم ما استطاع ولو فى غير الصلاة وان قال ها هاه ضحك الشيطان منه وانما بكظمه وبوضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخول فيه ويضحك منه أو تثاءب وسمعه من خلفه قال أخ أو أوه أو نفخ أو تنحنح فسدت وهو الصحيح.

وقيل لا الا أن تعمد شيئا مما ذكرنا وان زاد فى تثاؤبه أو غيره فسدت وفى التاج أن بعضا رخص ان لا تفسد باستنشاق رائحة حتى تعرف ولا فساد على من تجشأ مفتح فاه لتخرج منه ريح وان تكلم قبل بالذكر شكاية وتوجعا فسدت وان ذكر النار فاستجار منها لم تفسد ان لم يحرك لسانه ومن تنحنح لتحسين قراءته او لشئ فى حلقة وقد وجدهما بدون تنحنح صحت صلاته وكذا من قطعها لنحو تثاؤب وقد وجدها مبنية بلا قطع ومن تنحنح يريده كلاما أو أسماعا فسدت ولو سهوا (٢).

ومن رأى قملة والقاها فسدت وقيل أن ظن أن ذلك من مصالحها وفى بعض كتب المغرب من صلى بقملة معقودا عليها أعاد. قلت لا اعادة الا أن وجدها ميتة ولم يحتمل أنها ماتت بعد الصلاة (٣).

وفى التاج من حرك خاتما بابهام يد هى فيه فلا عليه عند أبى عبد الله قلت وقيل فسدت والقولان فيمن تعمد وكذا فيمن لم يتعمد. وان حركها باصبع من يد أخرى ولو ابهاما فسدت.

واختار الشيخ خميس عدمه ان لم يشغله عن الصلاة وان تعمم أو هل العمامة فسدت وان استرخت شدها بواحدة قلت وقيل ان فعل فسدت والقولان فى السهو والعمد (٤).

هذا والعمل سهوا من غير جنس الصلاة لا ينقض وذلك كمن سلم سهوا ومشى خطوات قليلة أو كثيرة وسوى رداءه ودعا ولو بالعجمية لدنيوى وعمل غير ذلك غير أكل وشرب وكلام واستدبار ونقض وضوء فلا تفسد صلاته فتحصل ان الخلاف فيمن سكت سهوا أو زاد أعمالا من أعمال الصلاة متى تنتقض وذلك مقدار العمل على اختلافهم فى العمل وادعاء الاتفاق غلط‍.

وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة سهوا فمشى واستند وقعد وحرك يديه وتكلم فلما ظهر له بنى ونسج الكلام وباقى ذلك غير منسوخ وذلك كله فى سهو. وان كان العمل عمدا انتقض بالواحد فصاعدا وقيل لا نقض بعمل واحد خفيف عمدا.

كما قيل ان الالتفات والنظر الى السماء عمدا لا يفسدانها الا أن نظر من خلفه والصحيح الفساد بذلك.

هذا ولو كسر حبة تين أو عنب لضرورة القاء أسنانه عليها لقراءة أو لبلع ريق أو نحو ذلك مما يجمع الاسنان فلا افساد وان بلعها ولو غير مكسورة فسدت مطلقا. لأن الأكل أعظم.

هذا والتسبيح والتحيات والتسليم لا يعيد ناس منها شيئا. ولو دام على نسيانه حتى يخرج


(١) المرجع السابق ج ١ ص ٥٥٨ الطبعة السابقة.
(٢) شرح النيل وشفاء العليل للشيخ محمد بن يوسف أطفيش ج ١ ص ٥٦٠
(٣) المرجع السابق ج ١ ص ٥٦٢
(٤) شرح النيل ج ١ ص ٣٩٣، ص ٣٩٤