للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستخلف له ويتبعه المأمومون فيما يلزمهم ولا يتبعونه فيما يلزمهم بل يقفون على حالهم ينتظرونه حتى يبلغ الى ما هم فيه فيتبعونه حينئذ، وإذا سها (١) الإمام فسجد للسهو ففرض على المؤتمين أن يسجدوا معه إلا من فاتته معه ركعة فصاعدا فإنه يقوم إلى قضاء ما عليه فإذا أتمه سجد هو للسهو إلا أن يكون الإمام سجد للسهو قبل السلام ففرض على المأموم أن يسجدهما معه وإن كان بقى عليه قضاء ما فاته ثم لا يعيد سجودهما اذا سلم لأن النبى صلى الله عليه وسلم سها فسجد وسجد المسلمون معه بعلمه بذلك، وأما من عليه قضاء ركعة فصاعدا فإن الإمام إذا سلم فقد خرج من صلاته ولزم المأموم القضاء لقول النبى صلّى الله عليه وسلّم: ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا فلا يجوز له الأشتغال بغير الأتمام المأمور به موصولا بما ادرك فلم يتم صلاته بعد والسجود للسهو لا يكون الا فى آخر الصلاة وبعد تمامها، وأما اذا سجد الامام قبل أن يسلم ففرض على المأموم الائتمام به فى كل ما يفعله الإمام فى موضعه، وإن كان موضعه للمأموم بخلاف ذلك وكذلك يفعل فى القيام والقعود والسجود، ومن صلى (٢) مؤتما بامام مريض أو معذور وصلى الامام قاعدا لعذره فان المؤتم يتبعه فى ذلك ويصلى قاعدا، فان لم يقدر الامام على القعود ولا على القيام صلى مضطجعا وصلوا كلهم خلفه مضطجعين ولا بد وان كان فى كلا الوجهين مذكر يسمع الناس تكبير الامام صلى ان شاء قائما الى جنب الامام وان شاء صلى كما يصلى امامه قال ابو سليمان وأصحابنا يؤم المريض قاعدا الاصحاء ولا يصلون وراءه الا قعودا كلهم ولا بد قال على: وبهذا نأخذ الا فيمن صلى الى جنب الامام يذكر الناس ويعلمهم تكبير الامام فانه مخير بين أن يصلى قاعدا وبين أن يصلى قائما ودليل ذلك ما حدثناه عن عبد الرحمن بن عبد الله .. عن أنس رضى الله تعالى عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انما جعل الامام ليؤتم به، وذكر كلامه عليه السّلام وفيه .. واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون، وما روى عن أبى الزناد عن ابى هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فأركعوا واذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد واذا سجد فاسجدوا واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون، وما روى عن جابر رضى الله تعالى عنه: اشتكى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يسمع الناس تكبيره فالتفت الينا فرآنا قياما فأشار الينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال: ان كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود، قال على (٣): فهؤلاء ابو هريرة وجابر وأسيد وكل من معهم من الصحابة وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غير مسجده لا مخالف لهم يعرف من الصحابة رضى الله تعالى عنهم، كلهم يرى امامة الجالس للأصحاء


(١) المحلى لابن حزم الظاهرى ج ٤ ص ١٦٦ وص ١٦٧ الطبعة السابقة.
(٢) المحلى لأبن حزم الظاهرى ج ٣ ص ٥٩، ص ٦٣، ص ٦٤ الطبعة السابقة.
(٣) المحلى لأبن حزم الظاهرى ج ٣ ص ٧٠ الطبعة السابقة.