متى بلغ الغلام رشيدا ولى نفسه ولا يجبر على أن يكون عند الأبوين أو أحدهما، والأولى أن لا يفارقهما ويخدمهما ويصلهما، وان بلغ عاقلا غير رشيد فقد أطلق انه كالصبى.
وقال ابن سريج ان لم يحسن تدبيره فكذلك، وان اختل رشده لعدم صلاح يسكن حيث شاء.
قال الرافعى، والنورى: وهذا أحسن وهو المذكور فى شرح اللباب. فاذا بلغت الأنثى فان كانت مزوجه فتكون عند زوجها والا فان كانت بكرا فعند أبويها أو أحدهما وتجبر على ذلك فان افترقا خيرت بينهما وان كانت ثيبا فالأولى أن تكون عندهما أو عند أحدهما ولا تجبر على ذلك اذا لم تتهم ولم تذكر بريبة والا فللأب والجد ومن يلى تزويجها منعها من الانفراد.
والمحرم منهم يضمها الى نفسه ان رأى ذلك، وغيره يسكنها موضعا يليق بها ويلاحظها.
وللأم ضمها اليها عند الريبة. ولو فرضت التهمة فى حق البكر فهى أولى بالاحتياط.
والأمرد اذا خيف من الانفراد وانقدحت تهمته منع من مفارقة الأبوين والجد كالأب فى حقه، وكذا الأخ والعم ونحوهما. ولو ادعى الولى ريبة وأنكرته قبل قوله ويحتاط بلا بينة.
النظر الثالث فى تربية الحواضن: فمتى اجتمع اثنان فصاعدا فان تراضوا بواحدة فذاك وان تدافعو فعلى من عليه النفقة، وان طلبها كل واحد من المتصفين بشروطا فهم ثلاث اضرب:
الضرب الأول: حاضن الاناث، وأولاهن الأم ثم أمهاتها المدليات بالاناث، القربى فالقربى، ثم أم الأب ثم أمهاتها كذلك، ثم أم أب الأب كذلك، ثم أم أب الجد كذلك، ثم الأخوات من الأبوين ثم من الأب ثم من الأم ثم الخالات كذلك ثم بنات الأخوات كذلك ثم بنات الأخوة كذلك ثم العمات كذلك ثم بنات الخالات كذلك، ثم بنات الأخوال كذلك، ثم بنات العمات كذلك، ثم بنات الأعمام كذلك.
ولا حضانة لكل جدة تدلى بذكر بين انثيين كأم أب الأم، ولا كل محرم يدل بذكر لا يرث كبنت ابن البنت، وبنت العم للأم.
وناقض فى شرح اللباب حيث قال فى الترتيب ثم العمات ثم بنات الخالات ثم بنات الأخوال ثم بنات العمات ثم بنات الأعمام.
ثم قال ولا حضانة للتى ليست بمحرم كبنت الخالة والخال وبنت العمة والعم والمعتمد الأول (١).
وجاء فى الوجيز: أن الترتيب الأول فى الجديد اما فى القديم فقد قدم الأخوات للأم والخالات على أمهات الأب لا دلائهن بالأم.
وعلى ترتيب الاناث يوجد بالوجيز ثلاثة فروع.
الفرع الأول: الأخت للأب مقدمة على الأخت للأم فى الجديد لقوتها، وفى القديم وجه أن الأخت للأم أولى، والخالة للأب هل
(١) الأنوار لأعمال الأبرار للامام يوسف الأردبيلى الطبعة الأولى بمطبعة الجمالية بمصر سنة ١٩١٠ م سنة ١٣٢٨ هـ. ح ٢، ص ٢٣٤ وما بعدها.