للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصلاته تامة. برهان ذلك أنه عمل فى صلاته ما لا يحل له ومن عمل فى صلاته ما لا يحل له فلم يصل الصلاة التى أمره الله عز وجل بها فاذا حمل ذلك لما أمر به فلم يعمل فى صلاته الا ما أمر به فصلاته صحيحة (١).

وفرض على الرجل ان صلى فى ثوب واسع أن يطرح منه على عاتقه أو عاتقيه. فان لم يفعل بطلت صلاته فان كان ضيقا اتزر به وأجزأه. كان معه ثياب غيره أو لم يكن.

وذلك لما روى عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يصلى أحدكم فى الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شئ. قال على لأنه متى ألقى بعض الثوب على عاتقه فلم يصل فى ثوب ليس على عاتقه منه شئ. بل صلى فى ثوب على أحد عاتقيه منه شئ.

وروى عن أبى هريرة عن عبادة بن الوليد ابن عبادة بن الصامت قال: أتينا جابر بن عبد الله أنا وأبى فحدثنا فى حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا جابر: اذا كان واسعا فخالف بين طرفيه واذا كان ضيقا فأشدده على حقوك يعنى ثوبه (٢). ولا يجوز لأحد أن يصلى وهو مشتمل الصماء. وهو أن يشتمل المرء ويداه تحته. الرجل والمرأة سواء.

لما روى عن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيتين وعن لبستين فذكر الحديث وفيه عن اشتماله الصماء (٣). ولا تجزئ الصلاة ممن جر ثوبه خيلاء من الرجال. وأما المرأة فلها أن تسبل ذيل ما تلبس ذراعا لا أكثر. فان زادت على ذلك عالمة بالنهى بطلت صلاتها.

وحق كل ثوب يلبسه الرجل أن يكون الى الكعبين لا أسفل البتة. فان أسبله فزعا أو نسيانا فلا شئ عليه.

لما روى عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر ثوبه خيلاء فهذا عموم للسراويل والأزار والقميص وسائر ما يلبس.

وعن مجاهد كان يقال: من مس ازاره كعبه لم يقبل الله له صلاة.

قال على فمن فعل فى صلاته ما حرم عليه فعله فلم يصل كما أمر. ومن لم يصل كما أمر فلا صلاة له.

روى عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة.

فقال أبو بكر الصديق أن أحد جانبى ازارى يسترخى الا أن أتعاهد ذلك منه فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لست ممن يفعله خيلاء.

وروى عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله اليه.

قالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: ترخينه شبرا. قالت:

اذن تنكشف أقدامهن قال ترخينه ذراعا لا يزدن عليه (٤). والصلاة جائزة فى ثوب الكافر


(١) المرجع السابق ج ٤ ص ٧٣ مسألة رقم ٤٢٥ نفس الطبعة.
(٢) المحلى لابن حزم الأندلسى ج ٤ ص ٧١، ص ٧٢ مسألة رقم ٤٢٦
(٣) المرجع السابق ج ٤ ص ٧٣ مسألة رقم ٤٢٧
(٤) المرجع السابق ج ٤ ص ٧٣، ص ٧٤، ص ٧٥ نفس الطبعة مسألة رقم ٤٢٨