للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخر، وتصح قدوة أمى بمثله ان اتفقا عجزا كحافظ‍ النصف الأول من الفاتحة بحافظه وكأرت بأرت وكالثغ فى كلمة بالثغ فى نفس الكلمة لاستوائهما نقصانا كالمرأتين، فان اختلفا فى كلمتين فلا تصح قدوة احدهما بالاخر ولا تصح قدوة أرت بألثغ ولا ألثغ بأرت لأن كلا منهما فى ذلك يحسن ما لا يحسنه الاخر. وتكره القدوة بالتمتام - وهو من يكرر التاء - وكذلك تكره القدوة بالفأفاء - وهو يكرر الفاء - وقال فى البيان وكذا من يكرر الواو وكذا اللاحن بما لا يغير المعنى كضم هاء الله فتكره القدوة به فان لحن لحنا يبطل المعنى لا يجوز الاقتداء به على تفصيل فى ذلك وتصح قدوة القائم بالقاعد لأن النبى صلّى الله عليه وسلّم صلى جالسا والناس خلفه قيام ويجوز للراكع والساجد ان يصلى خلف المومئ الى الركوع والسجود لأنه ركن من اركان الصلاة فجاز للقادر عليه أن يأتم بالعاجز عنه كالقيام وذكر صاحب المهذب (١): انه يكره ان يصلى الرجل بقوم وأكثرهم له كارهون لما روى ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يرفع الله صلاتهم فوق رءوسهم فذكر فيهم رجلا أم قوما وهم له كارهون فان كان الذى يكرهه الاقل لم يكره ان يؤمهم لأن أحدا لا يخلو ممن يكرهه، ويكره ان يصلى الرجل بامرأة أجنبية لما روى أن النبى صلي الله عليه وسلّم قال: لا يخلون رجل بامرأة فان ثالثهما الشيطان» وجاء فى مغنى المحتاج (٢): أنه لا تصح قدوة ذكر ولا خنثى بامرأة ولا خنثى على تفصيل فى ذلك، وقال فى المهذب (٣): ولا يجوز للرجل ان يصلى خلف المرأة لما روى جابر رضى الله تعالى عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

لا تؤم امرأة رجلا. وقال فى مغنى المحتاج (٤) وتصح القدوة للمتوضئ بالمتيمم الذى لا اعادة عليه، لكن صاحب المهذب لم يذكر قيد الاعادة فقال: يجوز للمتوضئ ان يصلى خلف المتيمم لأنه اتى عن طهارته ببدل فهو كغاسل الرجل اذا صلى خلف الماسح على الخف، وذكر صاحب المهذب: فى صلاة الطاهرة خلف المستحاضة وجهين احدهما يجوز كالمتوضئ خلف المتيمم والثانى لا يجوز لانها لم تأت بطهارة عن النجس ولأنها تقوم مقامها فهى كالمتوضئ خلف المحدث، وقيد فى مغنى المحتاج المستحاضة بغير المتحيرة فقال والاصح قدوة الطاهرة بالمستحاضة غير المتحيرة، اما المتحيرة فلا تصح قدوة غيرها بها لوجوب الاعادة عليها وذكر صاحب المغنى (٥) انه تصح القدوة للبالغ الحر بالصبى المميز للاعتداد بصلاته وقال فى المهذب: لما روى عن عمرو بن سلمة رضى الله تعالى عنه قال:

أممت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم


(١) المهذب لابى اسحاق الشيرازى ج ١ ص ٩٧، ٩٨ الطبعة السابقة
(٢) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج للرملى ج ١ ص ٢٣٨، ص ٢٣٩، ص ٢٤٠ الطبعة السابقة
(٣) المهذب لابى اسحاق الشيرازى ج ١ ص ٦٧ الطبعة السابقة
(٤) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج للمرملى ١ ص ٢٣٩ الطبعة السابقة
(٥) مغنى المحتاج الى معرفة الفاظ‍ المنهاج ج ١ ص ٢٣٨ الطبعة السابقة.