أكسر سيفى واتخذ مكانه سيفا من خشب ..
وروى سعد بن أبى وقاص - ستكون بعدى فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشى، والماشى فيها خير من الساعى …
وأما واقعة الجمل، فإن عليا رضى الله عنه قاتل ثلاث فرق من المسلمين على ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إنك تقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين …
فالناكثون هم: الذين نكثوا عهد على ونقضوا بيعته وخرجوا إلى البصرة يتقدمهم طلحة والزبير رضى الله عنهما وقاتلوا عليًّا رضى الله عنه بعسكر تتقدمهم أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها في هودج على جمل أخذ بخطامه كعب بن سور فسمى ذلك الحرب حرب الجمل وكان الحامل عليه المطالبة بدم عثمان رضى الله عنه.
والمارقون هم: الذين نزعوا اليد من طاعة على رضى الله عنه بعد ما بايعوه وتابعوه في حرب أهل الشام زعما منهم أنه كفر حيث رضى بالتحكيم وهم الخوارج وذلك أنه لما استمرت محاربة على رضى الله عنه ومعاوية بصفين وطالت.
اتفق الفريقان على تحكيم أبى موسى الأشعرى وعمرو بن العاص في أمر الخلافة وعلى الرضا بما يريانه ..
فاجتمع الخوارج على عبد الله بن وهب المرايسى وساروا إلى النهر وسار إليهم على بعسكره وكسرهم وقتل الكثير منهم .. وذلك حرب الخوارج وحرب النهروان.
والقاسطون هم: معاوية وإتباعه الذين اجتمعوا عليه وعدلوا عن طريق الحق الذي هو بيعة على والدخول في طاعته ذهابا إلى أنه مالأ على قتل عثمان رضى الله، عنه حيث ترك معاونته وجعل قتلته خواصه وبطانته. فاجتمع الفريقان بصفين وهى قرية خراب من قرى الروم على خلوة من الفزات، ودامت الحرب بينهم شهورا فسميت حرب صفين .. والذي اتفق عليه أهل الحق أن المصيب في جميع ذلك على ما ثبت من إمامته بيعة أهل الحل والعقد ..
وتكاثر من الأخبار في كون الحق معه .. وما وقع عليه الاتفاق حتى من الأعداء على أنه أفضل أهل زمانه وأنه لا أحق بالإمامة منه. والمخالفون بناة لخروجهم على الإمام الحق بشبهة هي تركه القصاص من قتلة عثمان رضى الله عنه ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وقد قتل يوم صفين على يد أهل الشام. ولقول على رضى الله عنه: إخواننا بغوا علينا وليسوا كفارًا ولا فسقة ولا ظلمة لما لهم من التأويل وإن كان باطلا ..
فغاية الأمر أنهم أخطأوا في الاجتهاد وذلك لا يوجب التضييق فضلا عن التكفير .. ولهذا منع على على أصحابه من لعن أهل الشام. وقال: إخواننا بغوا علينا .. كيف وقد صح ندم طلحة والزبير رضى الله عنهما وانصراف الزبير رضى الله عنه عن الحرب .. واشتهر ندم عائشة رضى الله عنها.
والمحققون من أصحابنا على أن حرب الجمل كانت فلتة من غير قصد من الفريقين، بل كانت تهييجا من قتلة عثمان حيث صاروا فرقتين واختلطوا بالعسكرين وأقاموا الحرب خوفا من القصاص .. وقصد عائشة رضى الله عنها لم يكن إلا الإصلاح الطائفتين وتسكين الفتنة، فوقعت في الحرب.
وما ذهب إليه الشيعة من أن محاربى على