للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الناس لساواهم في الحماقة وانعدام الدليل .. فبطل إذن ادعاء النص بالاسم على أئمتهم ..

وأما الوجه الثاني وهو الحاجة إليه في بيان الشريعة التي علمها عنده لا عند غيره فنقول لهم فيه: إنه ما ظهر قط من أكثر من أئمتهم بيان لشئ مما اختلف فيه الناس من الأحكام والمسائل في الأصول أو في الفروع .. وما بأيديهم من ذلك شئ إلا دعاوى مفتعلة قد اختلفوا أيضا فيها كما اختلف غيرهم من الفرق سواء بسواء ..

إلا أنهم أسوأ حالا من غيرهم لأن كل من قلد إنسانا كأصحاب أبى حنيفة لأبى حنيفة، وأصحاب مالك لمالك، وأصحاب الشافعي للشافعى، وأصحاب أحمد لأحمد .. فإن لهؤلاء المذكورين أصحابا مشاهير نقلت عنهم أقوال صاحبهم ونقلوها هم عنه وهى محفوظة تدرس وتنشر ويعمل الناس بها.

ولا سبيل إلى اتصال خبر عند هؤلاء ظاهر مكشوف يضطر الخصم إلى الإعتراف والتسليم بأن هذا قول موسى بن جعفر، ولا أنه قول علي بن موسى وهكذا في أئمتهم إلى الحسن بن علي .. أما من بعد الحسن بن علي فعدم بالكلية وحماقة ظاهرة، وأما من قبل الحسن بن علي بن الحسين فلو جمع كل ما روى في الفقه عن الحسن والحسين رضى الله عنهما لما بلغ أوراقا ..

فما نرى المصلحة التي يدعونها في أئمتهم ظهرت ولا نفع الله بها قط في علم ولا في عمل لا عندهم ولا عند غيرهم. ولا ظهر بعد الحسين رضى الله عنه من هؤلاء الذين سموهم أحد ولا أمر منهم أحد قط بمعروف معلن …

وقد قرأنا صفة هؤلاء المنتمين إلى الإمامية القائلين بأن الدين عند أئمتهم فما رأيت إلا دعاوى باردة وآراء فاسدة كأسخف ما يكون من الأقوال … ولا يخلو هؤلاء الأئمة الذين يذكرون من أن يكونوا مأمورين بالسكوت أو مأمورين بالكلام ..

فإن يكونوا مأمورين بالسكوت فقد أبيح للناس البقاء في الظلال وسقطت الحجة في الديانة على جميع الناس على منطقهم وبطل الدين ولم يلزم فرض الإسلام .. وهذا كفر مجرد وهم لا يقولون بهذا .. وأن يكونوا مأمورين بالكلام فقد عصوا الله إذ سكتوا وبطلت إمامتهم وقد لجأ بعضهم إذ سئلوا عن صحة دعواهم في الأئمة إلى أن ادعوا الإِلهام في ذلك .. فإذ قد صاروا إلى هذا الشغب فإنه لا يضيق عن أحد ولا يعجز خصومهم عن أن يدعوا أنهم ألهموا بطلان دعواهم.

ثم إن بعض أئمتهم الذين يذكرونهم مات أبوه وهو ابن ثلاث سنين وقالوا بإمامة هذا الصغير .. فإذا كان الإمام عندهم واجبا ليعلم الناس دينهم إذ عنده جميع علم الشريعة لا عند غيره، فمن أين علم هذا الصغير جميع علم الشريعة، وقد عدم توقيف أبيه له على ذلك لصغره.

فلم يبق إلا أن يدعوا له الوحى بهذا العلم .. وهذه نبوة وكفر صريح، وهم لا يبلغون إلى حد إدعاء النبوة .. أو أن يدعوا له معجزة تصحح قوله وهى دعوى باطلة ما ظهر منها من شئ أو أن يدعوا له الإلهام .. وهى دعوى فاسدة لا يعجز عن مثلها أحد ..

ثم لو كان الأمر على ما يقولون من أن هناك نصا بالاسم على الإمام لما كان الحسن بن علي بن أبى طالب رضى الله عنهما في سعة من أن