للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأول: الدعاء إلى الله عز وجل باللسان ..

الثاني: الجهاد عند الحرب بالرأى والتدبير ..

الثالث: الجهاد في الطعن والضرب ..

أما الجهاد باللسان فلم يلحق فيه أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر وعمر ..

أما أبو بكر فقد أسلم على يديه أكابر الصحابة .. وهذا أفضل عمل وليس لعلى مثل ذلك ..

وأما عمر فإنه من يوم أسلم عز الإسلام بإسلامه. وعبد الله بمكة جهرًا .. وجاهد المشركين بمكة وضَرَب وضُرِبَ حتى ملوه فتركوه .. وليس لعلى مثل ذلك ..

وأما القسم الثاني وهو الرأى والتدبير والمشورة .. فقد وجدناه خالصا لأبى بكر ثم لعمر ..

أما القسم الثالث: وهو الجهاد بالطعن والضرب .. فهو أقل مراتب الجهاد بدليل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو المخصوص بكل فضيلة والشجاع الذي لا يبارى كان في أكثر أعماله وأحواله في الجهاد بالقسمين الأولين وأقل عمله الطعن والضرب والمبارزة إذ كان عليه السلام يؤثر الأفضل فالأفضل من الأعمال ..

ثم أن عليا لم ينفرد بهذا القسم الثالث من الجهاد .. فهناك من الصحابة من شاركه في ذلك كطلحة والزبير وسعد وحمزة وسعد بن معاذ وغيرهم .. وأبو بكر وعمر مشاركا في هذا النوع وإن كان بنصيب أقل لإنشغالهما بملازمة النبي وقد بعثهما على البعوث أكثر مما بعث عليا ..

وقالوا ثانيا: إن عليا كان أكثر الصحابة علمًا وناقش ذلك ورد عليه بأن العلم إنما يعرف بكثرة الرواية والفتوى .. ثم بكثرة استعمال النبي للصحابى .. وقد استخلف النبي أبا بكر على الصلاة مدة مرضه واستعمله على الصدقات والحج .. وقلة روايته لقصر مدته بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أكثر الصحابة ملازمة ومشاهدة ومعرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعلمه وآثاره ..

وقالوا ثالثا: إن عليا كان أقرأهم ورد هذا بأن استخلاف النبي لأبى بكر على الصلاة يدل على أن أبا بكر كان أقرأهم لقوله - صلى الله عليه وسلم - يؤم القوم أقرأهم.

وقالوا رابعًا وخامسا: إن عليا كان أتقاهم وكان أزهدهم .. وقد رد بأن أبا بكر لم يشى قط في كلمة ولا خالف إرادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حينما كان يصلى بالناس وحضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يتأخر فأشار إليه الرسول أن أقم مكانك ولكنه تأخر .. ولما كلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك أجابه ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدى رسول الله .. فعذره النبي بينما كان على يريد أن يتزوج ابنة أبى جهل .. ولم يمتثل إلا بعد أن تكلم الرسول في ذلك على المنبر .. وأما الزهد فلم يعرف لأبى بكر فيه مثيل .. فقد بذل ماله في سبيل الله وعاش عيش الكفاف قبل الخلافة وبعدها .. وتلاه في هذا الزهد عمر .. وأما على فقد ترك عدة زوجات وأربعة وعشرين ولدًا .. وعددًا من العبيد والإماء وأموالا صار بها أولاده أغنياء ..

وقالوا كان على أسوسهم .. ورد بأن أبا بكر وثبت بعد رسول الله وواجه تفرق العرب وارتدادهم عن الإسلام وساسهم وجاهدهم حتى دخلوا في دين الله أفواجًا كما خرجوا منه