للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هؤلاء الغلاة من يقف عن واحد من الأئمة لا يتجاوزه إلى غيره بحسب من يعين لذلك عندهم .. وهؤلاء هم الواقفية .. فبعضهم يقول هو حيّ لم يمت إلا أنه غائب عن أعين الناس ويستشهدون لذلك بقصة الخضر في القرآن ..

قيل مثل ذلك في علي رضى الله عنه وأنه في السحاب والرعد صوته والبرق في سوطه .. وقالوا مثله في محمد بن الحنفية وأنه في جبل رضوى من أرض الحجاز .. وقال مثل غلاة الإمامية وخصوصا الاثنا عشرية منهم يزعمون أن الثاني عشر من أئمتهم وهو محمد بن الحسن العسكرى ويلقبونه المهدى .. ودخل في سرداب بدارهم في الحلَّة (بلد قرب بغداد) وتغيب حين اعتقل مع أمه وغاب هنالك .. وهو يخرج آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا يشيرون بذلك إلى الحديث الواقع في كتاب الترمذى في "المهدى المنتظر .. وهم إلى الآن ينتظرونه ويسمونه المنتظر لذلك ..

وبعض هؤلاء الواقفية يقول: إن الإمام الذي مات يرجع إلى حياته الدنيا ويستشهدون لذلك بما وقع في القرآن الكريم من قصة أهل الكهف والذي مر على قرية وقتيل بنى إسرائيل حين ضرب بنظام البقرة التي أمروا بذبحها ..

ومثل ذلك من الخوارق التي وقعت على طريق العجزة ولا يصح الاستشهاد بها في غير مواضعها .. وقد كفانا مؤونة هؤلاء الغلاة أئمة الشيعة فإنهم لا يقولون بها ويبطلون احتجاجاتهم عليها ..

وأما الكيسانية فساقوا الإِمامة بعد محمد بن الحنفية إلى ابنه أبى هاشم وهؤلاء هم الهاشمية ثم افترقوا: فمنهم من ساقها بعده إلى أخيه على ثم إلى ابنه الحسن بن علي .. وآخرون يقولون إن أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأوصى محمد إلى ابنه إبراهيم المعروف بالإِمام .. وأوصى إبراهيم إلى أخيه عبد الله السفاح رأس الدولة العباسية .. وأوصى السفاح إلى أخيه أبى جعفر المنصور وبقي في العباسيين إلى آخرهم ..

وهذا مذهب الهاشمية القائمين بدولة بنى العباس ومنهم أبو مسلم الخراسانى من أصحاب الفضل الأكبر في قيام دولة بنى العباس .. وأبو سلمة الخلال وغيرهم من شمعة العباسية .. وهم يقولون أنهم أحفي بالإِمامة لأنهم من أولاد العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأولى الوارثين عنه بالعصبية ..

وأما الزيدية فساقوا الإِمامة على مذهبهم فيها وأنها باختيار أهل الحل والعقد لا بالنص فقالوا بإمامة على ثم ابنه الحسن ثم أخيه الحسين ثم ابنه على زين العابدين ثم ابنه زيد صاحب هذا المذهب .. خرج بالكوفة داعيا إلى الإِمامة فقيل وصلب بكناسة الكوفة .. وأن الأمر بعده إلى ابنه يحيى .. فمضى إلى خراسان وقتل بالجوزجان بعد أن أوصى إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن السبط المعروف بالنفس الزكية ..

وبعض الزيدية ذهب إلى أن الإمام بعد النفس الزكية هو محمد بن القاسم وذهب آخرون إلى أن الإمام بعده هو أخوه إدريس الذي فر إلى المغرب ومات هناك …

ثم قام بدعوة الزيدية في الديلم الناصر الأطروش وتابعوه وأسلموا على يديه، وظهر شأن الزيدية وتوصل الديلم من نسبهم إلى الملك والاستبداد على الخلفاء ببغداد ..

وأما الإمامية فساقوا الإمامة من على