وتمسكت الشيعة القائلون بأفضلية على على سائر الصحابة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتاب والسنة والمعقول.
أما الكتاب: فقوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} عنى (بأنفسنا) عليا رضى الله عنه .. وإن كان صيغة جمع لأنه - صلى الله عليه وسلم - حين دعا وفد نجران إلى المباهلة وهو الدعاء على الظالم من الفريقين خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلى وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا .. ولم يخرج معه من بنى عمه غير على رضى الله عنه .. ولا شك أن من كان بمنزلة نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أفضل .. وقوله تعالى:{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قال سعيد بن جبير: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله: من هؤلاء الذين تودهم؟ قال: على وفاطمة وولداها .. ولا يخفى من وجبت محبته بحكم نص الكتاب كان أفضل. وقوله تعالى:{فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} عن ابن عباس أن المراد به على ومن ثبتت له القربة للرسول بالكتاب كان أفضل ..
أما السنة: فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في تقواه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في هيبته وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى على بن أبى طالب". ولا شك أن من ساوى هؤلاء الأنبياء في هذه الكمالات كان أفضل.
وقوله: أقضاكم على .. وقوله: أنت منى بمنزلة هارون من موسى .. ولم يكن عند موسى أفضل من هارون .. وقوله: من كنت مولاه فعلى مولاه، وساقوا أحاديث وآثار لا تحصى.
ثم قال السعد بعد أن ساق الكثير الطويل من ذلك .. والجواب: أنه لا كلام في عموم مناقب على رضى الله عنه ووفور فضائله واتصافه بالكمالات واختصاصه بالكرامات إلا أنه لا يدل على الأفضلية بمعنى زيادة الثواب والكرامة عند الله بعدما ثبت من الاتفاق الجارى مجرى الإجماع على أفضلية أبى بكر ثم عمر والاعتراف من على بذلك ..
على أن فيما ذكر مواضع بحث لا تخفى على المحصل .. مثل أن المراد بأنفسنا في آية المباهلة نفس النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يقال: دعوت نفسى إلى كذا ..
فإن وجوب المحبة وثبوت النصرة على تقدير تحققه في حق على رضى الله عنه فلا إختصاص به .. وكذا الكمالات الثابتة للمذكورين من الأنبياء - وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم ائتنى بأحب خلقك إليك يأكل معى من هذا الطير وأنه جاءه على" وقولهم: إن الأحب إلى الله أكثر ثوابا وهو معنى الأفضلية - فإن أحب خلقك إليك يحتمل تخصيص أبى بكر وعمر عملا بأدلة أفضليتهما.
ويحتمل أن يراد أحب الخلق إليك في أن يأكل معى لا على الإِطلاق .. وحكم الإخوة ثابت في حق أبى بكر وعثمان رضى الله عنهما أيضا حيث قال عليه السلام في حق أبى بكر لكنه أخى وصاحبى ووزيرى .. وقال في حق عثمان: أخى ورفيقى في الجنة ..
وأما حديث العلم والشجاعة فلم تقع حادثة إلا ولأبى بكر وعمر - فيه رأى وعند الاختلاف لم