يكن يرجع إلى قول على حتما بل قدوته .. ولم لَكن رباطة الجأش وشجاعة القلب وعدم الاكتراث بالمهالك في أبى بكر أقل من غيره سيما فيما وقع بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من حوادث تكاد تصيب وهنا في الإسلام .. وأما السبق إلى الإسلام ففيه خلاف - وقيل في التوفيق: أول من آمن من النساء خديجة رضى الله عنها ومن الصبيان على رضى الله عنه ومن الموالى زيد بن حارثة ومن الرجال الأحرار أبو بكر. وقد سجل حسان بن ثابت في شعره سبق أبى بكر إلى الإِسلام ولم ينكر عليه أحد …
والإنصاف أن مساعى أبى بكر وعمر في الإِسلام أمر على الشأن جلى البرهان غنى عن البيان ..
وما ذكر من أفضلية بعض الأفراد بحسب التعيين أمر ذهب إليه الأئمة وقامت عليه الأدلة ..
قال الإمام الغزالى رحمه الله تعالى: حقيقة الفضل ما هو عند الله وذلك مما لا يطلع عليه رسول الله وقد ورد في الثناء عليهم أخبار كثيرة ولا يدرك دقائق الفضل والترتيب إلا المشاهدون للوحى والتنزيل بقرائن الأحوال فلولا فهموا ذلك لما رتبوا الأمر كذلك إذ كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يصرفهم عن الحق صارف ..
وأما فيمن عداهم فقد ورد النص بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .. فإن أهل بيعة الرضوان الذين بايعوه تحت الشجرة ومن شهد بدرًا وأحدًا والحديبية من أهل الجنة وحديث بشارة العترة بالجنة مشهور يكاد يلحق بالمتواترات وهم: "أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة بن الجراح ..
وبالإِجمال: قد تطابق الكتاب والسنة والإِجماع على أن الفضل للعلم والتقوى وما ورد من اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بعترته وأهل بيته وأنه أوصى باتقاء الله فيهم فذلك لإِنصافهم بالعلم والتقوى شرف النسب بدليل أنه قرنهم بكتاب الله في كون التمسك بها منقذا من الضلال فقال: إنى تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا .. كتاب الله وعترتى أهل بيتى.
ولقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعظيم الصحابة وكف اللسان عن الطعن فيهم حيث قال: أكرموا أصحابى فإنهم خياركم .. وقال: لا تسبوا أصحابى فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه .. وقال: الله. الله في أصحابى .. الله. الله في أصحابى، لا تتخذوهم غرضا من بعدى .. من أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم ..
وللروافض سيما الغلاة منهم مبالغات في بغض البعض منهم رضى الله عنهم والطعن فيهم بناء على حكايات وافتراءات لم تكن في القرن الثاني والثالث ..
فإياك والإِصغاء إليها فإنها ضالة مضلة وإن كانت لا تؤثر على من استقام على الطريق السوى ومن اهتدى وأما ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمتاجرات على الوجه المسطور في كتب التاريخ والمذكور على السنة الثقات فإنه يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق .. وكان الباعث له على ما فعل الحقد والعناد والحسد وطلب الرياسة والملك إذ ليس كل صحابى معصوما ولا كل من لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالخير موسوما .. إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا