للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولايته في إصلاح الإدارة وتدارك ما سرى إليها في عهد أسلافه من عوامل الاضطراب والخلل، وعني بإصلاح الجيش وتنظيمه عناية خاصة فحشّد من الصفوف من مختلف الولايات وأنشأ فرقا جديدة مختارة من فرسان البربر بإشراف نخبة من الضبّاط العرب وحصّن القواعد والثغور الشمالية وتأهب لإخماد كل نزعة إلى الخروج والثورة.

وكانت الثورة توشك أن تنقض في الواقع في الشمال، وبطلها في تلك المرّة زعيم مسلم هو عثمان بن أبي نسعة الخثعمي حاكم الولايات الشمالية. وكان ابن أبي نسعة (أو منوزا أو مونز كما يسميه الإفرنج) من زعماء البربر الذين دخلوا الأندلس عند الفتح مع طارق. وقد عيّن واليا للأندلس قبل ذلك بثلاثة أعوام ولم يطل أمد ولايته، ثم عيّن حاكما للولايات البرنيه وسبتمانيه. وقد كان الخلاف يضطرم منذ الفتح بين العرب والبربر. وكان البربر يحقدون على العرب إذ يرون أنهم قاموا بمعظم أعباء الفتح واستأثر العرب دونهم بالمغانم الكبيرة ومناصب الرئاسة. وكان ابن أبي نسعة كثير الأطماع شديد التعصب لبني جنسه وكان يؤمل أن يعود إلى ولاية الأندلس ولكن عبد الرحمن فاز بها دونه فزاد ذلك في حقده وسخطه وأخذ يترقب الفرص للخروج والثورة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>