للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن ماذا يفعل بالاس في قوم يشركون الآلهة في كل شأن من شؤون الحياة؟ التقى بالاس ذات ليلة بالأميرة تحت شجرة الجميز الكبرى القائمة في إحدى زوايا القصر، حيث اعتاد الفتى والفتاة أن يتناجيا بلغة كوبيدون الشجية، كلما سنحت لهما الفرصة، فقال بالاس: أميرتي! هيا نهجر هذا البلد الذي حرّم الحب تحت سمائه، حيث يسعد القط والضفدع فيؤلهان ويقدسان، بينما يشقى البشر. . لنذهب إلى يونان الجميلة. . فأجابت تتي في حماسة: ما أعظم شوقي إلى رؤية وطنك المحبوب ذي الجبال الشاهقة التي يرتقى منها الناس إلى مقر الآلهة في الأولمب!!.

ولكن عادت تتي فقطبت حاجبيها قائلة: ولكني أخشى غضب الآلهة وسخطهم علينا يا بالاس! فصاح بالاس: كلا يا حبيبتي لا تخشي شيئا لأن الحب الذي يحرك قلبينا: ما هو الا هبة من نفس أولئك الآلهة. أعد بالاس بعد تلك المقابلة زورقاً وجهزه بالزاد لرحلة طويلة، وفي ليلة ظلماء حمل بالاس الأميرة إلى الزورق نازلا في النيل إلى البحر الأبيض، ولم ينس أن يحمل معه أيضا التمثال الذهبي الذي وضع في حجرة تتي لشفائها من الحب، ولما سألته الأميرة في دهشة عن سبب حمله للتمثال كذلك، أجابها مبتسما: هذا. . . مهرك يا حبيبتي!

كرمة بن هانئ. حسين شوقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>