والأسبق هو الفائز. . . . . . ولكن لماذا تسأل؟).
قلت: لأن هناك طريقاً أخصر. . . . . . من طنطا إلى دسوق مباشرة).
قالت: (وما الفرق؟).
قلت: (ثلاثون كيلو. . . مسافة لا يستهان بها. . . والطريق أضيق ولكنه معبد).
قالت: (وهل تظن أنه يجهل هذا الطريق؟).
فهبط قلبي من صدري إلى حذائي، ولي العذر، فإن قريبنا هذا - ومراهننا، وصاحب الضيعة وداعينا إليها - أبرع مني وأعرف بالسكك المؤدية إلى قريته، ولاشك أنه أهمل النص على دمنهور في الرهان عمداً، لظنه أني لا أعرف غير سكة دمنهور، ثم لا أشك أنه تلكأ وراءنا ليغافلنا في طنطا، ويميل هو إلى الطريق الأخصر. . . . . . . . .
وزاد الطين بلة أني أحسست ونحن ندخل بنها كأن قدمي قد شكت بمسمار محمي، فصرخت، ورفعت رجلي، واضطررت أن أميل بالسيارة إلى الرصيف.
وخلعت الحذاء وجعلت أنظر، وأتحسس قدمي وأفركها، فقالت أختي:
(ماذا جرى؟).
وقال أخوها: (هل أدلكها لك؟ كلا، لا بأس! إذن لم يبق إلا العلاج بالإيحاء. إسمع! متى قلت: (واحد) فإن عليك أن تفرغ رأسك من كل شيء - وهذا سهل جداً ولن يكلفك عناء - ومتى قلتُ: (اثنين) فأعتقد أن الألم الذي لا تحسه، ليس إلا وهماً. . . ومتى. . .).
فصحنا به نسكته، ولما انقطع اللغط قلت:
(طول الضغط فعل هذا. . . على كل حال لا أظنني أستطيع أن أسوق السيارة، فعليك أن تتفضل وتجلس في مكاني، وأمرنا إلى الله، وأرواحنا في وديعته، وعوضنا الله خيراً، فقد ذهب الرهان والأمل في كسبه).
فصاحت أختي: (ولكنه لا يحسن القيادة. . .).
قلت: (وما الحيلة؟ سأجلس إلى جانبه - وأرشده).
فقالت: بنت عمه: ولكنه سيقصر عمرنا. . .).
فقلت: (وماذا نصنع غير ذلك؟).
وقالت زوجته: (ولكني أخاف. . . أعني. . . إنه. . .).