بلاد التبت وسيبريا، وكتب على أثر رحلاته الهندية كتاباً عن بلاد (نيبال) والتبت، وهو يعتبر من أعظم كتبه إن لم يكن أعظمها. ثم نشر بعد ذلك مؤلفاً ضخماً عن (الهند والعالم) شرح فيه الدور الذي قامت به الحضارة الهندية في تكوين الفكر الإنساني والحضارة الإنسانية.
وقد كان سيلفان ليفي أستاذاً في معهد الدراسات العليا، ثم أستاذاً في الكوليج ده فرانس منذ سنة ١٨٩٤؛ ثم تولى رئاسة قسم العلوم الدينية في معهد الدراسات العليا. وكان عضواً عاملاً ومراسلاً في معظم الجمعيات العلمية الكبرى التي تعنى بالمشرقيات، وكان منذ سنة ١٨٢٨ رئيساً (للجمعية الأسيوية).
ومنذ نحو أربعين عاماً يشغل سيلفان ليفي بين علماء المشرقيات مركزاً فريداً، فهو الحجة الثقة، وهو المرجع المفرد في أخص المسائل التاريخية والاجتماعية والأثرية الهندية والصينية؛ وفي قراءة اللغات الهندية القديمة ولا سيما السنسكريتية التي كان من أعلامها والتي تلقاها على أستاذه بورجيني أشهر علمائها في القرن الماضي.
وكان لسيلفان ليفي أكبر الفضل في إحياء كثير من اللهجات الأسيوية القديمة، وكان لمباحثه وجهوده الدراسية والأثرية أكبر الفضل في إلقاء ضوء كبير على الدور الخطير الذي قام به التفكير الهندي القديم في توجيه التفكير الأوربي وفي تكوين الحضارة الحديثة. وأخيراً كان سيلفان ليفي حجة الشؤون الاستعمارية في الشرق الأقصى، ترجع إليه وزارة الخارجية الفرنسية فيما يمس الشؤون الاجتماعية والنفسية لشعوب الهند الصينية، وفيما تقوم به من المشروعات الإصلاحية والعمرانية.
وكان يتمتع بحيوية مدهشة، فقد لبث حتى أواخر أيامه منكباً على مباحثه ودراساته؛ وقد حضر مؤتمر المستشرقين الأخير في رومة وألقى فيه خطبه باللاتينية كانت موضع التقدير والإعجاب؛ وكانت وفاته فجأة وفي ذروة القوة والنشاط.
حول قبر الصفدي - إلى الأستاذ علي الطنطاوي
أذكر حين زيارة المرحوم زكي باشا لقبر الصلاح الصفدي في حارة يهود صفد أن مؤرخ فلسطين الأستاذ عبد الله مخلص ذكّر الباشا أن الصلاح الصفدي، خليل بن أيبك مرموس في دمشق؛ وكأن هذا التذكير لم يرق للباشا الذي يريد أن يزرع كل أقطاب الإسلام في