فقراء الرسالة قد قرءوا في عدد سابق قصيدة لهذا الشاعر وهي قصيدة (الفلاح). ومن يتأمل تلك القصيدة والقطعة التي أتينا بها هنا يستطيع أن يدرك مواضع القوة والضعف في أشعار (الصافي). أما مظاهر القوة فبادية واضحة، وأما موضع الضعف فهو في نظرنا أن الشاعر (وكأنه في هذا كشأن اكثر المجددين من شعراء هذا العصر) تشغله العناية بالمعنى عن العناية باللفظ، فألفاظه لا تنهض إلى مستوى معانيه الا قليلا. ونحن نؤاخذه أنه أحيانا يهمل العبارة اللفظية إلى درجة الخطأ كما جاء في قصيدته (بين شاعر وصاحب فندق) ورويها هي التاء الساكنة بعد ألف المد ويقول فيها:
قد جاء رب المنزل لي سائلا ... يقول ما شغلك في ذي الحياة
فقلت شغلي الشعر في نظمه ... ادفع عني جحفل النائبات
قال وهل بالشعر تحيا وهل ... تملي به أحشاؤك الجائعات
ثم يقول:
وكنت أدعى عجميا بهم ... كأنني لست ابن عرب أباة
فرحت للبدو وعاشرتهم ... فلم أجد لي مشبها في البداة
ومعروف أن التاء في الحياة وأباة والبداة في الوقف تنقلب هاء. . . وكذلك قد يذكر الشاعر ألفاظا كنا نود الا يذكرها مثل قوله:
أريد لثم كفها ... لولا اختشا عقابها
فلفظ (اختشا) ليس من الألفاظ التي يأسف الإنسان على فقدها من شعره.
على أن هذا لا يحط من قدر (الأمواج) كديوان شعر عصري لأديب مفكر قوي. وأنا لنرجو أن يهتم القارئ المصري خاصة بهذه الثمار القيمة التي تنضجها روح الأدب في العراق وسوريا.