فرنسا لها في افتراس الحبشة. بل لقد حاولت إنكلترا أن تعمل على اقتسام الحبشة مع إيطاليا، ومن أجل ذلك قدمت مشروعها بالتنازل عن زيلع إلى الحبشة.
ويتناول المؤلف بعد ذلك العوامل الإقتصادية التي دفعت بالحكومة الفاشستية إلى اعتدائها، ويسرد الأدلة على أن (التمركز المالي) هو الذي يدفع إلى هذه النزعة الإمبراطورية ثم يتحدث بعد ذلك عن (الفاشستية وعصبة الأمم) ويبين لنا كيف أن الرأسمالية من وراء كل حركة وإجراء تعمل باسم الأقليات وباسم الانتدابات؛ وكيف أن الرأسمالية الخصيمة تحاول أن تقضي على أي مشروع للصلح يتضمن أي مغنم للرأسمالية الفاشستية، وهذا بصرف النظر عن قضية الحبشة وعدالتها. والآن تسنح فرصة بديعة لسحق الفاشستية ونظمها الطاغية، ولكن هل تنتهز الدول هذه الفرصة؟ ويقول لنا الكاتب إن الواقع أن حكومة إنكلترا القومية إن هي إلا حكومة فاشستية بمعنى الكلمة لا ينقصها سوى الاسم.
ويعرض المؤلف نظرياته وأدلته بقوة ووضوح ولا سيما فيما يتعلق بالمسألة الإيطالية الحبشية، ويسبغ على عرضه صبغة اشتراكية واضحة ولكن معقولة متزنة، وكتابه يعتبر من خير الكتب التي أخرجت أخيراً في موضوعه، ويمتاز بالنسبة للشعوب الشرقية بأنه حملة قوية منظمة على الاستعمار وأساليبه تثلج صدر كل شرقي يرى أساليب الاستعمار الهمجية تعمل في وطنه وأمته.
ذكرى غزوة بدر الكبرى
تألفت بالقاهرة لجنة من الشباب للاحتفال بذكرى غزوة بدر الكبرى في ١٧ من رمضان لأنها أول نصر حاسم في تاريخ الإسلام. وستكون الحفلة برياسة الدكتور محمد حسين هيكل. ومن خطبائها الأساتذة الدكتور محمد حسين هيكل، الشيخ عبد المجيد اللبان شيخ كلية أصول الدين، السيد محمد الغنيمي التفتازاني، الدكتور عبد الرحمن شهبندر، محمد أفندي عبد الباقي سرور نعيم، الشيخ أحمد البهي مندوب الأزهر، أحمد أفندي شوقي مندوب كلية الحقوق.
وسيكتب في هذا الموضوع الأساتذة محمد جاد المولى بك، أحمد حسن الزيات، حفني محمود، محمد علي غريب، عبد الحميد المشهدي.