كل عصر، ليكون المحو والإثبات تابعين لما تقتضيه هذه الأساليب وتلك المصطلحات وخبرة واسعة بالكتب اللغوية والأدبية، وأغراض كل منها، ومكان الفائدة منها، ثم إعمال الذهن بلا كلل، وإجهاد الفكر بلا سآمة في الألفاظ المحرفة، والعبارات المغلقة، التي لم يستقم معناها على وجه من الوجوه، بتقليب حروفها بين التحوير والتغيير، والتقديم والتأخير، والحذف والزيادة، والإعجام والإهمال، حتى يستقيم المعنى ويتضح الغرض مع الأمانة التامة على الأصول، وعدم الخروج عنها إلا بالقدر المعقول.
هذا قليل من كثير من المشتقات التي يعانيها الناظر في أمثال هذه الدواوين ليختار منها مجموعة ضخمة مصححة أقوم تصحيح كمختارات البارودي.