الأخلاق، إلى هذه المزابل القذرة، إلى العباسية وأولمبيا وتاجادا فقتلوه. . . آه يا بني إنهم لا يقتلون بالقنابل والرصاص والسيوف والخناجر إلا قليلاً، ولكنهم يقتلون دائماً، يقتلون الأمم بالحانات والقينات (الأرتستات) والأزياء والمدارس والقوانين. . .
وأدرك الشيخ العجزُ فهو إلى الأرض وهو يبكي ويشهق، وأن نفسه تكاد تخرج في شهقة من شهقاته.
كانت الأنوار تشع من العباسية، وأولمبيا، وتاجادا، والأمبير، وراديو، وروسكي، وهذه الملاعب الخشبية التي أقاموها على أطلال الدرويشية والسنجقدار احتفالاً بالعيد؛ وكانت أصوات الموسيقى، ورنات الضحك، وصيحات الفرح تشق سكون هذا الليل. . .
وكان الشيخ يجود بنفسه على أنقاض دمشق لا يدري به أحد
أما الشعب الثاكل فكان يرقص على رفات الشهداء، أما الشعب فقد كان يفرح بالعيد. . . . . . . . .