ما يكتبن على من يختلف إلى مجالسهن. وغدا الولوع بالآداب من إمارات الظرف في النساء. وكثر عديد النساء اللائى تعلقن من الأدب بسبب، وبلغ عددهن ثلاثمائة مؤلفة في الولايات والعاصمة، وما فيهن واحدة تسهل المقابلة بينها وبين العقيلتين: سفينيه ولافاييت. وصح بهذا أن يقال إن القرن الثامن عشر أمسى في تاريخ فرنسا قرن نهضة المرأة. وما سبق لهن في العصور الخالية أن يتملق لهن الناس ويستمع لكلامهن ويتمتعن بحرياتهن.
كل هذا وجوزيف دي مستر يقول في كتاب له إلى إحدى بناته: إن فولتير ادعى أن النساء قادرات على أن يعملن كل ما يعمله الرجال، وما هذا إلا للتقرب من قلوب بعض الغواني الجميلات، ولم يأت النساء بأثر يذكر في ضروب الآداب، فالنساء لم يؤلفن (الإلياذة) ولا (الانياد) ولا (القدس المنقذة) ولا (فيدر) ولا (أتالي) ولا (وودكون) ولا (الميزانتروب) ولا (تارتوف) ولا (زهرة دي ميديسيس) ولا (أبولون دي بلفيدر) ولا (البرسة) ولا (كتاب الأصول) ولا (خطاب التاريخ العام) ولا (تليماك)، ولم يخترعن الجبر ولا المجاهر ولا المناظر، ولا مضخة النار ولا صناعة الجوارب الخ، وما قامت امرأة عالمة جديرة أن تعد بين العلماء. فالمرأة ليست في حال تستطيع أن تفوق فيها الرجال إلا بأنوثتها، وليست سوى قردة إذا أرادت مساواة الرجل.