وتذكرهم حيرا بالموثق الحرام الذي قطعوه على أنفسهم أن يباركوا نسل بليوس، وأن يدفعوا عنه الضر. . . حتى تنفذ مشية ربات الأقدار.
ويحار زيوس بين سخط الآلهة، ودفاع حيرا. . . ثم يبدو له أنه ينفذ رسوله الأمين (إيريس) إلى ذيتيس الحالمة في أعماق البحر، فتوقظها، وتلقي إليها برسالة السماء. . .
(. . . أن هلمي من فورك هذا إلى سيد الأولمب. . . فانه يأمرك ان تسعى إليه في مهمة تعرفينها فيما بعد. . .)
وتنتفض الأعماق بالأوسيانيد والنربيد وسائر عرائس البحر وعذارى الماء. . . يسعين خبباً في إثر ذيتيس. . . حتى تكون في أفق جبل إيدا. . . فينثنين. . . تاركات مولاتهن في ثوبها الحريري الأسود، وزنارها القاتم الحزين، تسعى وحدها حتى تكون فوق الثبج، ومن ثمة تعرج في الأديم الأزرق حتى تلج أبواب السماء. . .
وألفت حشد الآلهة ما يزال يتحاور، وما يزال أبوللو يحاج حيرا وحيرا تقرعه، حتى نظر زيوس فرأى ذيتس تتهادى في طليانها الأسود، ووجها المشرق المترع بالمفاتن يزيده الحزن روعة، ويضفي عليه الأسى جلالاً. . . فتبسم سيد الأولمب، واهتز فوق العرش، ثم قال:(مرحبا ذيتيس! فيم هذا الأسى يا فتاة! آه. . . مسكينة. . .! ولكن أصغى إلي: لقد دعوتك إلى الأولمب لتذهبي برسالتي إلى أخيل العزيز، فتوصيه بجثة هكتور؛ لقد أثار بما ينزله بها من هوان غضب الآلهة جميعا. . . بل قد أثار غضبي أنا أيضاً. . . أنا. . . حاميه ومنقذه ومرشده في كل مثار نقع. . . اذهبي إليه فأمريه أن يقلع عن هذه المثلة، فانه لا شيء يحنق الآلهة مثلها. . . وليسلم القتيل لأهله، فهذا خير له، وليقبل القَوَدَ العظيم الذي يقدمه إليه بريام الملك الشيخ الحزين. . . الذي حطمه الرزء، وعظمت عليه البلية، وصدعت قلبه المصائب. . . أما نحن. . . فسننفذ إيريس إلى طروادة تأمر الملك بإعداد القود والتجهز للقاء أخيل في معسكره. . . وسنرسل ولدنا هرمز إلى بريام يحدو ركبه إلى معسكر أخيل، ويعمى أبصار الميرميدون حتى لا يثوروا به، وحتى يكون أمام زعيمهم وجها لوجه. . .
(ذيتيس! حسب أخيل ما حل بابن بريام. . .)
وهمت ذيتيس فانطلقت إلى ولدها، حيث ألفته يتناول وجبة الصباح، فأبلغت إليه الرسالة