الخمس) (سنة ١٩٠٣) و (أناشيد من الكتب)(سنة ١٩١٣) و (الديوان الشامل)، وفيه يجمع طائفة كبيرة من شعره المتفرق. وكتب كبلنج أيضاً (تاريخ إنكلترا) بالاشتراك مع صديقه فلتشر؛ وفقد كبلنج ولده في الحرب الكبرى، فرأى أن يخلد ذكرى الفرقة التي حارب معها في كتاب عنوانه (الحرس الأرلندي في الحرب الكبرى)(سنة ١٩٢٣)؛ وكتب كبلنج غير ذلك كتباً أخرى من القصص والشعر يضيق المقام عن ذكرها
ويلقب كبلنج في الأدب الإنكليزي بأنه (شاعر الإمبراطورية)؛ وهذه في الواقع أبرز خواص الشاعر الأكبر؛ وربما كان في هذه الخاصة ما يباعد بين أدبه وبين العقلية الشرقية؛ فقد كرس كبلنج كثيراً من نظمه ونثره للإشادة بعظمة الإمبراطورية البريطانية وما أحرزت من سيادة واسعة على كثير من الشعوب، وما أصابت من النعماء والغنى، وما يجب عليها أن تتذرع به لاستمرار هذه السيادة الشاملة على الشعوب المحكومة؛ وفي هذه المواطن يبدو كبلنج استعمارياً مغرقاً في القومية. بيد أن كبلنج، فيما عدا ذلك، يتمتع بخواص أدبية وشعرية باهرة؛ وأسلوبه قوي ساحر يفيض بياناً وبلاغة؛ وقد انقسم النقدة في شأنه إلى فريقين، فريق يرتفع بأدبه إلى الذروة، ويرى فيه المثل الأعلى للشعر المعاصر، ومن هؤلاء روبرت لند الذي قال عن كبلنج (إن عبقريته تشرق على جيله في البلاغة والفكاهة) وفريق وهو الأقلية ينتقص من مكانة كبلنج، ويرميه بأنه سطحي في شعره وفي نثره، وأنه يكتب بأسلوب براق يرضي الجماهير فقط. وزعيم هذا الفريق جورج مور. بيد أنه مهما قيل عن كبلنج وعن مواهبه وخلاله، فلا ريب أنه يتبوأ أرفع مقام في الأدب الفيكتوري
وقد نال كبلنج طائفة كبير من الجوائز والأوسمة الأدبية الرفيعة، فنال جائزة نوبل للآداب في سنة ١٩٠٧، ونال الوسام الذهبي لجمعية الآداب الملكية، ومنح عدة إجازات فخرية من الجامعات الكبرى، ولبث مدى أعوام مديراً لجامعة سنت أندروز
قضايا التاريخ العظمى
أصدر الأستاذ هنري روبير المحامي الفرنسي الكبير جزءاً جديداً من كتابه الشهير (قضايا التاريخ العظمى) ' وهو الجزء العاشر من ذلك الأثر الحافل الممتع؛ ويعرف عشاق الأدب الفرنسي كتاب الأستاذ هنري روبير حق المعرفة ويقرءون أجزاءه المتوالية بشغف