التجربة أن اختلاف السن بين الوالدين لا يؤثر تأثيراً سيئاً على الصفات العقلية للنسل؛ ذلك لأنه وجد بين هؤلاء المائة وخمسة وستين تلميذاً النابغين عدد كبير من الأبناء الذين ولدوا من آباء سنهم بين الثالثة والأربعين والخامسة والأربعين، وأمهات بين الخامسة والعشرين والسابعة والعشرين. بيد انه وجد في معظم الحالات أن هؤلاء التلاميذ ولدوا من آباء في نحو الثلاثين وأمهات في نحو الرابعة والعشرين.
وقد ظهر أيضاً أن الوالدين الفتيان لم ينجبوا أبناء في منتهى الذكاء، وأن الزواج الباكر جداً ينتج أبناء لا تفتح مواهبهم العقلية تفتحاً تاماً؛ هذا وقد لوحظ مع الدهشة أن الموظفين والمستخدمين الصغار هم آباء أذكى التلاميذ، ثم يأتي بعدهم التجار، ثم أرباب الصناعات فالمربون فالأطباء فالعمال.
ومما أظهرته التجربة أيضاً أن أذكى التلاميذ هم كذلك أصحهم بنية وجسماً.
آثار العمالقة
يقدم إلينا القصص القديم كثيراً من سير العمالقة والمخلوقات الضخمة التي لم تعرفها عصور التاريخ المدون؛ والظاهر أن أولئك (العمالقة) لم يكونوا مجرد خيال فقط صوره القصص القديم؛ ففي الأنباء الأخيرة أنه اكتشفت في منطقة مانيتوبا في كندا (أمريكا الشمالية) هياكل بشرية ضخمة يبلغ طولها نحو ثمانية أقدام (نحو مترين وثلاثة أرباع المتر)، وأحدها في حالة جيدة من الحفظ، وكان اكتشافها على عمق أربعة أقدام في أحد المحاجر التي تستغل في تلك المنطقة.
وقد استدعيت بعثه من الأخصائيين من علماء التشريح وعلم طبقات الأرض برآسة الأستاذ ديلوري أستاذ علم طبقات الأرض بجامعة وينبج، فصرح بعد بحث الهياكل أنها ترجع إلى عدة آلاف من السنين، وأنها تنتمي إلى جنس من العمالقة كان يسكن غرب كندا قبل مجيء الهنود الحمر بأحقاب بعيدة.
هذا عن العمالقة من بني الإنسان. أما المخلوقات الضخمة التي يذكرها القصص القديم، فتدل الأبحاث العلمية الحديثة على أنها كانت توجد في غابر الأزمان في بعض جهات الصين وأفريقية الجنوبية كما تدل على ذلك بقايا العظام والهياكل الضخمة التي اكتشفت في تلك الأنحاء. وأما الأحياء المائية الضخمة فما زالت توجد حية في بعض البحار وإن كانت