للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- دواء؟ صدقني ليس هناك ما هو خير من المشي. . .

وبعد أن تنزها نصف ساعة وصلا إلى باب الخروج فاستأذنت وانصرفت بعد أن وعدته بالحضور إلى الحديقة في اليوم التالي للتريض. . .

كم كان سعيداً في ذلك اليوم! هاهي ذي أحلامه تتحقق! إن جمال هذه السيدة هو أسمى ما يطمح إليه! أما هي، فقد شعرت من فورها (باستلطاف) نحو هذا الشاب الساذج الخجول، لأنها لم تشاهد حولها في وسطها الراقي (إذ كانت من طبقة الأشراف) غير رجال أشبه بالطيور الجارحة. .

وفي اليوم التالي بكر في الذهاب إلى الحديقة، حيث التقى بسيدة أحلامه، وقد تروضا هذه المرة ساعة بدل من نصف ساعة. . .

ثم تقابلا في الأيام التالية. . .

وكانت هذه السيدة الحسناء تلبس دائماً قفازاً أسود طويلاً، ودّ (س). لو نزعته حتى يستطيع أن يطبع قبلة على يديها المحبوبتين. . .

وكان كلما طلب منها ذلك رفضت في لطف. .

وقد ألح يوما عليها فقالت:

- سوف تندم يا عزيزي لو نزعت قفازي. . .

- هل تعنين إن يدك غير جميلة؟

- أجل إن يدي اليمنى بها ست أصابع. . .

- إذن الثم اليد اليسرى

- اليد اليسرى ينقصها إصبع. . .

- فليكن ذلك

- أقول لك إنك سوف تندم

ولكنه ألح إلحاحاً شديداً اضطرت السيدة إزاءه أن تخلع القفاز، ولكنه بدلاً من أن يلثم يدها التي نزعت عنها القفاز، صرخ صرخة مؤلمة ثم سقط مغشياً عليه إذ لمح في يدها خاتم الخطوبة. . .

حسين شوقي

<<  <  ج:
ص:  >  >>