مع ذلك يسبغ عليها بقلمه وبيانه كثيراً من الأناقة والطرافة. وكتابه جدير باهتمام أولئك الذين تذكي خيالهم وتشجيعهم حوادث المأساة الشهيرة.
وفاة مؤرخ وصحفي كبير
نعت إلينا الأنباء الأخيرة مؤرخاً وصحفياً فرنسياً كبيراً هو فرنسوا جاك بانفيل؛ توفي في نحو الخمسين من عمره، وفي ذروة حياته الأدبية وكان بانفيل كاتباً وصحفياً كبيراً، يحرر القسم السياسي في جريدة (لاكسيون فرانسيز) لسان الحركة الملوكية بفرنسا وكانت مقالاته وبحوثه يطبعها دائماً نفس الطابع الذي عرفت به هذه الجريدة المجاهدة والذي يسبغه عليها كتاب عظام ملكيون مثل شارل موراس وبانفيل. بيد أن بانفيل كان يحرر في صحف أخرى مثل (بتى بريزيان) و (لاليبرتيه) ليس لها مثل هذا الطابع. ومع إن بانفيل كان صحفياً بارزاً يدفعه الغمار الصحفي دائماً إلى المعترك، فإنه لم ينس نزعته الحقيقية، وهي نزعة المؤرخ الذي ينظر إلى الحوادث بروح علمي مستقل؛ وقد ترك لنا عدة كتب تاريخية تشهد ببراعته النقدية وحسن تقديره للحوادث والأشخاص منها تاريخ لفرنسا، وتاريخ للجمهورية الثالثة، ومنها تاريخ لألمانيا المعاصرة حتى قيام هتلر، وتاريخ للطغاة المعاصرين مثل ستالين وموسوليني وغيرها؛ وتمتاز كتبه وبحوثه بقوة التصوير، وسلامة العرض، والبحث العميق.
علم المثلثات والعرب
تعليق على مقال في مجلة نايتشر
في الشهر الماضي ظهر في مجلة نايتشر الإنكليزية مقال من قلم أدجر سمث تناول فيه البحث عن نوابغ العلماء والأدباء الذين ولدوا في الأعوام ١٥٣٦، ١٦٣٦، ١٧٣٧، ١٨٣٦ بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد ١٩٣٦، وقد جاء في هذا المقال أن ريجيو مونتانوس كان من أعظم رياضي زمانه، ومن رجالات العلم البارزين في عصره، وإنه كان أيضاً موضع إعجاب وتقدير من ذوي السلطات الزمنية والروحية، وإليه يرجع الفضل في نقل بعض علوم اليونان والمسلمين إلى الغرب، وفي تعريف الأوربيين إليها - كل هذا صحيح لا سبيل إلى نكرانه ولا يختلف فيه باحثان. . . ولكن هناك شيئاً واحداً أحببت التعليق عليه