هذه راحتي على وجهك الغض ... وروحي وريفة الأفنان
وفؤادي مرفرف بجناحي ... هـ حنانا فانشق نسيم الحنان
من قصيدة (رقية حسناء)
وحينما تقضي لبانات الفؤاد المعذب تودع الحبيب وتقول:
ودعته والليل يخفرنا ... والبدر يرمقني وأرمقه
ولرب خدّ بت ألثمه ... والدمع يطفئ ما أحرّقه
والورد أقطفه لوجنته ... والشوك في قلبي مفوّقه
من قصيدة (ليلة وداع)
ثم يلج الوجد فيوشي جنبات الأفق ويصبح الفتى المازني (مثلا شروداً في الهوى. . .)
وبعد، فحالات أستاذنا المازني كلها حسنة مشرقة إشراق الابتسامة العذبة، ولكن أحسنها عند إخوان الصفا هي هذه الصفحة العطرة التي تندي شبابا وصبابة، فإذا أراد أن يعفى على أثرها ولو بالسيف، فليعلم أننا نجتليها ولو من بين الغمام لامعة وهاجة؛ وإننا وإن دوى في الآفاق صوته المرنان يُسمع الصم، نرجو منه أن يعلم أن هذا الصوت الداوي الآن - بشأن الحب المرأة - يتسرب من بين الطبقات ويصلنا ناعماً ليناً ويقف على أبواب القلوب
وإن هذا الحب الذي أصاب منه (شبعه) كان غذاءه الوحيد فكان يئن ويحن وينشد:
غذائي الحب يا من فيه حرمان ... مني له أبداً ما عشت نشدان
وهل غذائي إلاّ أن أراك وأن ... يمر بالسمع لفظ منك فتان
ما لذة القلب خلوا من دخيل هوى ... ما الليل إن لم يكن بالصبح إيقان
مالي بغير الهوى في العيش من أرب ... ولا بقلبي أحقاد وأضغان
من (مناجاة هاجر)
والشعر. . . - لقد نسيت - الشعر الذي قلت عنه إنه يلبس الحب أستاراً تبعده عن الحقيقة. . . ومن يعلم؟ فلعله يؤدي رسالة الشعر، ويحسن صنعاً خوفا من ألا يكون وراء الأستار شيء من الحقيقة - كما تقول الأساطير -
نعم أنت كنت تقول في الماضي:
أما يرى غايتي في الشعر واحدة ... وإن تباين أوزان وأوزان