أما طول هذا الحجر فنحو ثلاثة أقدام ونصف قدم، وعرضه قدمان. وهو شبيه في مظهره الخارجي بعواميد أسر حدون الآشوري الحجرية الموجودة في متحف برلين. ولقد نقش عليه مائتان وستّون كلمة في أربعة وثلاثين سطراً، وذلك بالخط العبراني القديم
وللكتابة على هذا الأثر فضلٌ كبيرٌ على تاريخ الحضارة، لأنه حفظ لنا أنموذجاً من النحو والإنشاء العبراني القديم، ليس هذا فحسب، بل من الخط العبراني القديم أيضاً. فمن هذا الأنموذج يتّضح لنا شكل الحروف الهجائية السامية القديمة، هذا عدا أنه يساعد على دراسة تطور الخط الإغريقي
أما فحوى هذه الكتابة فهو مكّمل لما ورد في سفر الملوك الثاني (الإصحاح الثالث) من التوراة، من الحوادث عن مؤاب في القرن التاسع قبل الميلاد وذلك في عهد ميشاع ملك مؤاب الذي كان معاصراً لأحازيا ويهورام ملكي إسرائيل، ويهوشافاط ملك يهوذا. فبينما تورد التوراة قصة اتحاد يهوشافاط ويهورام وإنفاقهما على إخضاع مؤاب في عهد ميشاع، ترى ميشاع يخطّ لنا على هذا الأثر الخالد الأسباب التي أفضت إلى هذه الحرب، وكيف أن عُمْري ملك إسرائيل وابنه آحاب أخضعا الكرك، وامتلكا أرض مادبا؛ وكيف أن ميشاع تمكن بمعونة إلهه كيموش من استرجاع هذه البلاد، واغتنامه من الإسرائيليين مدينتي عطاروث ونبو وغيرهما من المدن الحصينة؛ وكيف أنه أعمل السيف في رقاب بني إسرائيل القانطين عطاروث تخليداً لاسم كيموش، وفيه يحدث ميشاع أيضاً عن اعتزامه على تحصين مدن مؤاب، وبناء قصر له في الكرك الحالية، وحفر آبار ماء فيها. أما عبادة مؤاب في عهد ميشاع، كما يظهر من هذا الأثر، فوثنية؛ إذ أن كيموش عندهم يقابل يهوه عند إسرائيل (سفر العدد ص ٢١: ٢٩)(والقضاة ١١: ٢٤). والديانة عند ملكيهما أساس الوطنية والقومية الصحيحة؛ كما أن الملك أقرب فرد في الشعب إلى الإلهة. أما ماعدا كيموش فهناك (دودة وقد ورد اسمه في الكتابة على الحجر المؤابي، وإليك ترجمة ما كتب على هذا الحجر الأثري نقلا عن الكتاب الإنكليزي '
(أنا ميشاع بن كيموش. . . . . . ملك مواب الذيبوني
كان والدي ملكا على مواب مدة ثلاثين سنة، وأنا ملكت بعد والدي