بربه زيوس، ظافراً من ساحة الحرب، فتذبحه زوجته الآثمة بعد أن تنصب له الأحابيل في كل شبر من قصره؟! أي زوجة هذه التي تعبث بشرف زوجها، وتمزق عرضها، وتنفي ولدها، وتذل ابنتها، وتدوس الشرائع والحرمات!؟)
- (إذن هو أبوك زيوس الذي يرثي لهذا الأب المسكين الذي قتلته زوجته! أمرك عجيب يا سيد الشمس! أبوك زيوس ينصر أورست لأنه يثأر لأبيه! إذن لم وضع زيوس نفسه الأغلال في عنق أبيه كرونوس وسجنه آخر الدهر؟ أليس هذا نقيض ذاك؟ أجب! تكلم! وأنت يا ربة العدالة! وأنتم أيها المحلفون! أعيروه أذناً صاغية!)
- (اخسأن أيتها الهولات! شاهت وجوهكن! يا عدوات السماء! إن مولاكن قد صنع ما صنع بأبيه ليكفي العالم شره - وهو مع ذاك لم يرق دمه!)
- (إذن كيف تدافع عن هذا الطريد الذي هراق دم أمه؟ وكيف تخول له أن يتربع على عرش آرجوس؟ وكيف يتسنى له أن يقدم قرباناً عن فعلته؟ وهل قربان إلا هو؟!)
- (آه! إنكن تزعمن دائماً أنه ابن كليتمنسترا!! وليس بعد هذا ضلال! إنه ليس من أهلها، لأنها عمل غير صالح!! إن أورست ابن أجاممنون فحسب! لأن أجاممنون هو الذي غرس بذرته، وإن يكن قد غرسها في أرض حمِئة ذات أوباء! ولو شاءت السماء لغرست البذرة في أرض أخرى - في أرض حقيقية - في حديقة - ثم لنشأ أورست عوداً فيناناً من غير أم. . . . . . . . . يا ربة العدالة! مينرفا يا ابنة زيوس العظيم! لقد أرسلت أورست ليرفل في ظل رحمتك النامي، وليحظى بحمايتك، وليسجد تحت قدميك، هو وشعب الأرجيف الكريم! أعيدي إليه وقاره وطمأنينته إذن، فهو جدير بهما! ليعد إلى شعبه الباسل ليظلوا إلى الأبد عبادك المخلصين! إنه بريء! إنه بريء!)
فتقول مينرفا:
- (كفى! كفى! حسبنا ما سمعنا! والآن، أعطوني موثقكم أيها المحلفون! عاهدوني على أن تؤدوا الشهادة غير متحرفين! ليكن الحق وحده رائدكم حين تدلون بآرائكم!)