إن الروح العالمية التي دعتنا إلى اختيار اسم (أبولو) لجمعيتنا ولمجلتنا هي نفس الروح التي نصت في دستور جمعيتنا على إقامة مهرجان سنوي وعلى تمثيل العالم العربي. ففكرة إقامة موسم سنوي للشعر هي فكرة أصلية لجمعيتنا وغير صحيح نسبتها إلى أي هيئة أو فرد آخر، ولم يدر بخلد صديقنا الهراوي سوى استغلال الموسم النبوي للشعر الديني، ويرجع لأعضاء جمعيتنا الذين لبُّوا الدعوة إلى اجتماعه الأول الفضل في التخلي عن هذه الفكرة والدعوة إلى إقامة موسم سنوي للشعر الخالص، وكل هذا ثابت لا شك فيه.
لم تغضب جمعية (أبولو) إلا عندما رأت استغلال مبادئها وبرنامجها بأسماء أخرى، واقتران ذلك بدعايات ضدها، فان صديقنا الهراوي وصحبه من المحافظين ما كتموا يوماً خصومتهم لجمعية أبولو فقد كانوا وما يزالون وسيبقون دائماً خصوماً لها، لأن الجمعية ذات روح تعاونية قوية وتأبى إباءً فكرة الإمارات والوزارات الشعرية وعبادة الأفراد وتعمل بالروح التي أطراها شوقي في قوله:
لعلّ مواهباً خفيت وضاعت ... تُذاع على يديك وتُسْتَغَلُ
بينما أصدقاؤنا الأعزاء يحلمون دائماً بالمجد الشخصي على غير ابتكار رائع يؤهلهم إلى شئ من هذا الحلم.
كذلك يرجع إلى (جمعية أبولو) الفضل في تقدير رعاية وزارة المعارف وفي ضم الصفوف وترك الحزبية والمعاونة على تكوين (جماعة موسم الشعر) التي نالت (جمعية أبولو) أغلبية الكراسي في إدارتها وبعد الاعتراف بمنزلة وجهود (جمعية أبولو) ودعوتها إلى مناصرة موسم الشعر بكل قواها لم يبق هناك خلاف في هذه المسألة وإن بقيت الذكرى واليقين بأن هذا لن يكون آخر خلاف بيننا وبين إخواننا المحافظين، وأنهم لن يتورعوا عن استغلال آراء الجمعية في أي وقت مع الطعن فيها.